الخطـاب القرآنـي ونمـذجة علـوم الفهـم من خلال “إحيـاء علـوم الديـن” للغزالي
د. المهدي لعرج
الخطـاب القرآنـي ونمـذجة علـوم الفهـم من خلال
“إحيـاء علـوم الديـن” للغزالي
د. المهدي لعرج
أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي
لمهن التربية والتكوين فاس مكناس-المغرب
يندرج هذا البحث ضمن أعمال المؤتمر الدولي الأول
نحو بناء منهاج جامع لعلوم الوحي وعلوم الإنسان، الحلقة الأولى: الأسس الإبستيمولوجية
والذي نضمته الأكادييمة بشراكة مع بعض المؤسسات العلمية يومي 14 – 15 جمادى الأولى 1444هـ / الموافق لـــ 09 – 10 دجنبر 2022م
برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأوّل وجدة -المغرب
كانت للخطاب القرآني أهمية كبيرة في تنظير علوم الفهم، بما في ذلك علوم فهم الخطاب القرآني نفسه. إن مجموع العلوم التي تم تصنيفها في الثقافة العربية الإسلامية منذ بداية عصر التدوين هي علوم مساعدة على فهم القرآن الذي شكل نصاً مؤسساً لوجود الإنسان المسلم، في ضوئه ينظم شئون حياته ويبني علاقاته ومن خلاله يطمئن إلى مصيره. وهكذا، فعلوم: المكي والمدني، وأسباب النزول، والتفسير، والسيرة، والتاريخ، والنحو، والبلاغة، وعلم الكلام، والفقه، والفلك والحساب، وغيرها تطورت أكثر ما تطورت، من أجل خدمة هذا النص المؤسس، من خلال تقريب فهمه وتأويل ما يحتاج منه إلى تأويل بسبب طبيعة نظمه أو جراء الخلاف الذي احتدم حوله لأغراض ومقاصد مختلفة. غير أننا نلاحظ أنه بقدر ما كانت علوم الفهم تتنوع وتتطور بقدر ما كان الخلاف يتسع ويزداد حدة، بالاستناد -في كل مرة- إلى هذا النص. يعد ذلك مؤشراً على حيوية الخطاب القرآني وشموليته، وعلى نسبية أي فهم. فلم يكن المشكل عند مختلف المنظرين كامناً في الخطاب من حيث هو وحيٌ منزل، وإنما في طبيعة فهمه، وفي مدى الاستعداد للعمل بمقتضيات فهمه. هنا وقع التوتر والتناقض أحياناً بين علوم الشرع التي تم تأصيلها أو التي يمكن تأصيلها وبين تدابير الحياة في سياسة الدول المتعاقبة.
رابط قراءة وتحميل البحث:
الخطـاب القرآنـي ونمـذجة علـوم الفهـم من خلال “إحيـاء علـوم الديـن” للغزالي