أدوات البحث في العلوم الاجتماعية

الدكتور إدريس الحفيظ

0 24

 أدوات البحث في العلوم الاجتماعية

الدكتور إدريس الحفيظ

أعد التقرير:

د. محمد الملحاوي

في إطار أنشطتها العلمية والبحثية؛ نظمت أكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية الدورة التكوينية في مناهج البحث العلمي والتربوي في نسختها الثانية بتأطير أكاديمي لأساتذة باحثين ومتخصصين في مجالي البحث العلمي والتربوي؛ وقد شهدت الدورة في يومها السابع والأخير 24 رمضان 1444هـ الموافق 15 أبريل 2023م، محاضرة متميزة للدكتور إدريس الحفيظ، عبر تقنية التناظر عن بعد، وصفحة الأكاديمية على الفايسبوك، كما عرفت حضورا وازنا للأساتذة والباحثين بسلكي الماستر والدكتوراه من داخل المغرب وخارجه.

بعد افتتاح المحاضرة بآيات بينات من الذكر الحكيم للقارئ محمد الرافدي، رحّب ميسّر الجلسة العلمية الأستاذ الحبيب كرومي ترحيبا خاصا بفضيلة الدكتور إدريس الحفيظ مبرزا مكانة المحاضر العلمية في مجال تخصصه من حيث مؤلفاته ومشاركاته العلمية وشواهده الأكاديمية، كما جدّد الترحاب بالحضور المتابع لفعاليات الدورة التكوينية ثم فسح المجال لفضيلة الدكتور إدريس الحفيظ ليقدم مداخلته في حدود 45 دقيقة .

بدأ الدكتور إدريس الحفيظ بشكر أكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية على تنظيمها فعاليات الدورة التكوينية المعنونة بمناهج البحث العلمي والتربوي، ثم حدد بعد ذلك عنوان مداخلته في”التعريف بأدوات البحث العلمي في العلوم الاجتماعية” وذكر منها على سبيل المثال:

  • الملاحظة؛

  • الاستمارة؛

  • المقابلة؛

  • الاختبارات العلمية؛

ثم أورد الدكتور إدريس الحفيظ بعض المفاهيم المهمة ذات الصلة بموضوع مداختله من قبيل:

البحث العلمي: الذي عبر عنه بكونه عملية فكرية منظمة يقوم بها الباحث بهدف تقصي حقائق مسألة معينة تسمى موضوع البحث، ويتبع في ذلك طريقة علمية منظمة تسمى “المنهج” ، ويوظف لهذا الغرض أدوات علمية بغية الوصول إلى حلول ملائمة لظاهرة ما أو لنتائج. فتكون صالحه للتعميم على مشكلات مماثلة.

أدوات البحث العلمي: يقصد بأدوات البحث العلمي مختلف الطرق والوسائل التي يستخدمها الباحث في جمع المعلومات والبيانات المطلوبة عن الظاهرة أو موضوع ما. وتحدد هذه الطرق والوسائل في ضوء أهداف البحث وطبيعة الفرضيات المطروحة وكذلك الأسئلة التي ينوي الإجابة عنها من خلال دراسته. لكن هذه الأدوات تختلف من دراسة لأخرى ومن بحث لأخر، إذ ليس هناك تصنيف يلزم الباحث باستخدام نوع محدد من أدوات البحث العلمي.

وبعد التعريف بمفاهيم المداخلة، انتقل الدكتور إدريس الحفيظ إلى الحديث عن أداة الملاحظة باعتبارها أكثر أدوات البحث شيوعا في الاستعمال، مبرزا أن الملاحظة تعتبر وسيلة فعالة لجمع البيانات خاصه في الأبحاث الميدانية، وفي الدراسات الاجتماعية بشكل عام، وفي دراسة الحالات التربوية والدراسات النفسية.

وأكد على أن الملاحظة تُعد من الوسائل المهمة في الحصول على المعلومات والبيانات التي يستعين بها الباحث لتحقيق أهداف بحثية. وتكوين معلومات وصفية عن الظاهرة أو حالة موضوع الدراسة وتمكن كذلك من فهم إشكالية البحث ورصد السلوكات البشرية والعلاقات الاجتماعية في بعض المواقف، والعمل على فهمها وتفسيرها بناء على أسس نظرية، كذلك يتمكن الباحث من اكتساب القدرة على توظيف الملاحظة في مواقف ودراسات بحثية أخرى خاصة البحوث الميدانية.

وحدد الدكتور شروط الملاحظة وخطواتها وأنواعها ومكوناتها في الآتي:

شروط الملاحظة:

  • الشمولية؛

  • الانتقاء؛

  • الحياد والموضوعية؛

خطوات الملاحظة:

  • تحديد الهدف من الملاحظة؛

  • تحديد مكان إجراء الملاحظة؛

  • تحديد الأشخاص أو العناصر المعنية يالملاحظة؛

  • التناسب مع الوقت المخصص للبحث؛

  • جمع المعلومات وتدوينها بشكل منظم؛

  • التدرب على أدوات وتقنيات الملاحظة؛

أنواع الملاحظة:

  • الملاحظة البسيطة؛ التي تحدث بشكل تلقائي بشكل غير مضبوط، وتستعمل في الدراسات الاستطلاعية والدراسات الوصفية.

  • الملاحظة المنظمة؛ وهي ملاحظة دقيقة تخضع إلى الضبط العلمي وتستعمل في الدراسات الوصفية والتشخيصية.

  • الملاحظة بالمشاركة؛ وهي الملاحظة التي تقتضي المصاحبة والمعاشرة.

  • الملاحظة الطارئة؛ وهي التي لم تكون متوقعة.

  • الملاحظة الذاتية؛

  • الملاحظة الميدانية؛ هي التي يقوم خلالها الباحث بقراءة المشهد أو المجال الطبيعي الذي تحدث فيه الظاهرة موضوع البحث.

  • الملاجظة الكلينيكية التي تستعمل في العيادات الطبية لتشخيص الحالات المرضية.

مكونات الملاحظة:

  • الملاحظ ويشترط أن يتوفر فيه خاصية الذكاء، وقوة الملاحظة والانتباه والحياد؛

  • موضوع الملاحظة؛

  • المنهج والأدوات؛

فوائد الملاحظة:

  • تساعد على جمع المعلومات والمعطيات من الميدان بشكل مباشر؛

  • تقدم المعلومات بشكل دقيق وموضوعي وشامل؛

  • الاحتكاك المباشر بمصدر المعلومات؛

  • الكشف عن معلومات إضافية لم تكن محددة في أهداف البحث؛

عيوب الملاحظة:

  • محددة بالوقت؛ أي تصبح غير مجدية إن فوت الملاحظ وقت الظاهرة كما قد يقع أثناء الفيضان، فمن الممكن أن يتأخر الملاحظ وقتا يكون قد تراجع فيه منسوب المياه.

  • حضور الملاحظ قد يؤثر سلبا على موضوع الملاحظة كأن يغير الشخص الملاحَظ المعطيات حين يشعر أنه مراقب.

ثم انتقل الدكتور إلياس الحفيظ إلى الحديث عن الاستمارة، باعتبارها النوع الثاني من أدوات البحث بادئا بتحديد مفهوم الاستمارة ومكوناتها، ومؤكدا على أن الباحث ينبغي أن يكون حاضرا أثناء تعبئة الاستمارة من طرف المستجوبين تفاديا لضياع الاستمارات في حال إرسالها عبر البريد، وحدد أهميتها في كونها:

  • تقنية غير مكلفة؛

  • سهلة الصياغة والتوزيع والجمع؛

  • تمكن من الحصول على المعلومات في وقت وجيز؛

  • تفادي الإحراج الناتج عن الاستجواب الشفهي؛

وتقتضي صياغة الاستمارة اتباع عدة خطوات منها:

  • تحديد الهدف؛

  • ملء الاستمارة بدقة وعناية؛

  • تحديد عينة البحث بدقة؛

  • مراجعة الأسئلة والتجريب؛

  • عرض الاستمارة على ذوي الخبرة؛

أما فيما يخص الخصائص الشكلية، فلا بد أن تتوفر الاستمارة على تقديم يتضمن معلومات الباحث والغرض من بحثه، كذلك يجب وضع عنوان مناسب للاستمارة بالإضافة إلى الأسئلة المنظمة والمتسلسة تسلسلا منطقيا، وترك أمكنة ليجيب فيها المستجوب. أما فيما يتعلق بأنواع أسئلة الاستمارة ففيها المغلق والمفتوح وفيها ما يجمع بين الأسئلة المغلقة والأسئلة المفتوحة.

وبعد أن أجاد الدكتور إدريس الحفيظ وأفاد. انتقل للحديث عن المقابلة مشيرا إلى كونها محادثة موجهة وتفاعل لفظي بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص بهدف جمع المعلومات، وتتميز المقابلة بكونها الأكثر صدقا نظرا لاستطاعة الباحث التعرف على ميولات وملامح ومشاعر المستجوب.  ويشترط في الباحث أن يكون يقظا ذا شخصية قوية، وأن يكون قادرا على الإقناع والتواصل، ويجب عليه تحديد الأهداف من البحث، ويفصح للمستجوب عن الغاية منه، والتخطيط الجيد والمحكم في طرح الأسئلة. أما فيما يتعلق بأنواع المقابلة فقد ذكر الدكتور بعضها على سبيل المثال:

  • المقابلة الفردية؛

  • المقابلة الجماعية؛

  • المقابلة ذات الأسئلة المغلقة؛

  • المقابلة ذات الأسئلة المفتوحة؛

  • المقابلة الموجهة؛

  • المقابلة التشخيصية؛

  • المقابلة المقننة؛

  • المقابلة الاستطلاعية؛

  • المقابلة الاستشارية؛

  • المقابلة العلاجية؛

أما فيما يتعلق بصعوبتها فتكمن في كونها مكلفة وتحتاج إلى وقت كبير، وفي بعض الأحيان قد لا تكون موضوعية أو حيادية.

بعد ذلك، تحدث الدكتور عن الاختبارات العلمية التي تعتبر أداة من أدوات البحث في العلوم السلوكية، ومن شروطها؛ الموضوعية؛ الصدق؛ الثبات.

وأنواع الاختبارات كثيرة منها:

  • الاختبارات المتعددة؛

  • الاختبارات الفردية؛

  • الاختبارات الجماعية؛

  • الاختبارات الشفهية؛

  • الاختبارات الكتابية؛

  • الاختبارات الشخصية؛

أما خطوات الاختبارات العلمية فهي كالآتي:

  • تحديد الغرض من الاختبار؛

  • تصميم الاختبار وفقا لطبيعة الدراسة؛

  • تحديد نوعية الأسئلة؛

  • اختيار الشكل المناسب؛

  • تجربة الاختبار؛

  • تنفيذ الاختبار؛

  • التقدير؛

  • القياس؛

  • تحليل النتائج؛

ثم ختم محاضرته بالإشارة إلى أنواع وشروط عينة مجتمع البحث؛ محددا المقصود بعينة البحث في كونها” مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة محددة بطريقة علمية” وبين أهميتها في كونها تذلل صعوبة المسح الميداني في البحث من خلال الاقتصار على عينة ثم تعميم نتائج الدراسة على عينة أوسع، وتساعد على توفير الوقت والتقليل من التكاليف.

ولها عدة شروط منها:

  • الابتعاد عن الانحياز في تحديد العينة؛

  • تحقيق التجانس بين عينات الدراسة؛

  • أن يكون حجم العينة كافيا؛

  • تعميم نتائج البحث على العينة

  • توفر جميع خصائص المجتمع في العينة المحددة؛

 أنواع العينة

  • العينة العشوائية؛

  • العينة المتجانسة؛

  • العينة الطبقية؛

  • العينة المنتظمة؛

  • العينة المركبة؛

  • العينة الحصيصة؛

  • العينة الغرضية؛

  • عينة كرة الثلج؛

  بعد ذلك تدخل ميسّر المحاضرة الدكتور الأستاذ الحبيب كرومي مجدّدا شكره لفضيلة الدكتور إدريس الحفيظ على محاضرته الماتعة، داعيا الطلبة الباحثين إلى الحرص على فهم وظائف أدوات البحث العلمي، حتى توظف بشكل جيد في البحوث العلمية؛ ثم فتح الأستاذ الميسّر المجال للتفاعل مع الحضور الكريم؛ والذي عرف تفاعلا إيجابيا من طرف المشاركين من خلال مداخلاتهم الهادفة إلى بسط النظر والتحليل وقصد الاستبيان، كما قوبلت بأجوبة من طرف فضيلة الدكتور إدريس الحفيظ زادت المحاضرة متعة وثراء فكريا ومنهجيا.

وفي الختام، جدّد الأستاذ الحبيب كرومي شكره للدكتور المحاضر ولأكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية على الدعوة والمشاركة، كما نوّه بالتميز الذي تشهده هذه الدورات التكوينية. ثم أحال الكلمة إلى السيد مدير أكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية الدكتور مصطفى الصادقي  الذي جدد شكره لمختلف الفاعلين والمتدخلين في هذه الدورة التكوينية داعيا الطلبة والباحثين إلى الانخراط الفعال في البحث العلمي .

Leave A Reply

Your email address will not be published.