التقرير العام للمؤتمر الدولي: ” نحو بناء منهاج جامع بين علوم الوحي وعلوم الإنسان” (الحلقة الأولى: الأسس الإبستمولوجية)
انعقد برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة المؤتمر الدولي:” نحو منهاج جامع لعلوم الوحي وعلوم الإنسان؛ الحلقة الأولى: الأسس الإبستمولوجية”، يومي 14-15 جمادى الأولى1444ه. الموافق لــ 9 و10 دجنبر2022
المؤتمر من تنظيم المركز التربوي الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، بشراكة مع أكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية، ومختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث بكلية الآداب وجدة، ومختبر العلوم الشرعية وقضايا الإنسان بالكلية المتعددة التخصصات جامعة مولاي إسماعيل.
وقد عرف المؤتمر مشاركة مميزة لعلماء وأساتذة وباحثين وأكاديمين وممثلين لمراكز علمية، من المغرب، وتونس، وسلطنة عمان…وشهدت أشغاله تواصلا علميا مميزا بين المشاركين الذين أشادوا بالمؤتمر من حيث الموضوع، التنظيم، التواصل، والورقات البحثية التي قدّمت فيه.
افتتح المؤتمر يوم الجمعة 9 دجنبر بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها القارئ إياس المهياوي.
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر:
أدارها فضيلة الدكتور حميد مسرار، وخصّصت الجلسة لكلمات الجهات المنظمة والمشرفة عن المؤتمر:
– السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة
– د. محمد بوكلاح المدير المساعد المكلف بالتكوين المستمر والبحث العلمي
– د. الجيلالي السبيع باسم مختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث
– د. مصطفى صادقي، المنسق العام للمؤتمر، ومنسق فريق البحث في هندسة المنهاج.
المحاضرة الافتتاحية ومحاور الندوة:
افتتحت الأشغال العلمية للمؤتمر بمحاضرة علمية بعنوان :” علوم الوحي وعلوم الإنسان أسئلة المعنى والعلاقة”؛ عرضها الدكتور مصطفى المرابط مدير (مركز مغارب)، قارب فيها الموضوع بنهج استشكالي يعرض إشكالات حارقة حول مفهوم التكامل ومدى دلالته على حقيقة الترابط بين علوم الوحي وعلوم الإنسان، مرتكزا في عرضه على اختلاف سياق نشأة كل مجال وفق ثلاثية الزمان والمكان والثقافة، حيث عرض نقدا إبستمولوجيا لسياق نشأة العلوم الإنسانية وتطورها، وعرج على تقويم المدارس الفكرية التي اجتهدت في التجسير بين علوم الوحي وعلوم الإنسان ضمن مشاريع إسلامية المعرفة، والتكامل المعرفي، والتجسير بين العلوم…ودعا في محاضرته إلى تعميق النظر في جهود الوصل بين المجالين باستصحاب خصوصية السياق، والاجتهاد في النقد والتقويم بقصد بناء الجسور بين فروع المعرفة.
كما شهدت المحاضرة تفاعلا مميزا للباحثين والمتخصصين، أغنت القضايا المطروقة، وأجمعت على راهنية موضوعها وحاجته إلى البحث المؤسسي العميق، بقصد استلال الحلول الممكنة للإشكالات العالقة في قضايا التجسير بين العلوم.
وقد انتظمت أبحاث المؤتمر ضمن خمسة محاور جامعة:
- المحور الأول: مداخل تأسيسية في مناهج قراءة النص والتراث
- المحور الثاني: منظومة العلوم الشرعية، مراجعات في البناء والبنية والعلاقات
- المحور الثالث: العلوم الاجتماعية والإنسانية ، مراجعات في التصور والتناول
- المحور الرابع: مشكلات معرفية في العلوم الشرعية والإنسانية وأثرها في بناء المنهاج
- المحور الخامس: المشاريع النظرية والمنهاجية حول وحدة المعرفة وتكاملها: رصد ونقد
وعرفت الجلسات العلمية لمحاور المؤتمر عرضا مميزا لأوراق بحثية لخبراء وباحثين من المغرب ومختلف الدول العربية المشاركة؛ أغنتها مناقشات علمية رصينة تعقيبا على الأوراق البحثية وتفاعلا مع قضاياها.
الجلسة الختامية وتوصيات المؤتمر:
اختتمت أشغال المؤتمر يوم السبت 10 دجنبر 2022 زوالا بكلمة ختامية للمنسق العام للمؤتمر الدكتور مصطفى صادقي؛ تقدم فيها بالشكر للمشاركين في المؤتمر من داخل المغرب وخارجه، وللجهات المنظمة من المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية في أجواء علمية وتواصلية مميزة.
ومن مخرجات المؤتمر؛ أنه أوصى بالتوصيات التالية:
- تعميق النظر في فلسفة العلوم الإسلامية، لإبراز خارطة علوم الوحي وامتداداتها في الآفاق والأنفس تأصيلا لمرجعية الإستمداد والإمداد بين علوم الوحي وعلوم الإنسان.
- التوجيه إلى الاهتمام- بحثا ومُدارسة- بسياق نشأة العلوم الإنسانية وخصائصها الإبستمولوجية، والنحت في صلتها بمعارف الوحي من حيث المصدر والمنهج والمقصد؛ ضمن رؤية توحيدية واستخلافية وحضارية.
- تقويم الأطاريح العلمية والتجارب التربوية العملية التي عنيت بمشاريع: إسلامية المعرفة، والتكامل المعرفي، والتقريب والتجسير بين العلوم… على مستوى التنظير والإعمال بناء على مبدأ التكامل المعرفي، واستصحاب لشرطية سبق التقويم على البناء والتجديد.
- الدعوة إلى تأسيس فريق موسع لهندسة المنهاج، من الخبراء والعلماء والمتخصصين في علوم الوحي والعلوم الإنسانية وعلوم المناهج…
- تعزيز الشراكات مع مراكزعلمية وجامعية وأكاديمية بالعالم العربي والإسلامي خدمة لمشروع بناء المنهاج الجامع.
- الاجتهاد الجماعي في استكمال حلقات مشروع المؤتمر بمناولة الأسس الفلسفية والنفسية والاجتماعية والتربوية، التي استقر عليها النظر والعمل في بناء المناهج التربوية.