إدماج القيم في المنظومة التربوية المغربية بين التصور المنهاجي والتنزيل الديداكتيكي

د. خالد البورقادي

إدماج القيم في المنظومة التربوية المغربية بين التصور المنهاجي والتنزيل الديداكتيكي

 

تقديم:
اهتم المنهاج التربوي المغربي بموضوع القيم وعمل على إبرازها وإيلائها مكانة مهمة؛ حيث جعل من المداخل التي بني عليها المنهاج curriculum : مدخل التربية على القيم؛ والتي جعل في مقدمتها قيم العقيدة الإسلامية السمحة؛ وقيم التربية على المواطنة وقيم حقوق الإنسان الكونية.
وفي المستوى الثاني من المنهاج الميزو méso عند وضع دفاتر التحملات لتأليف الكتب المدرسية؛ تم التنصيص أيضا على القيم؛ ثم في مناهج المواد المكونة للمنهاج أيضا حضور القيم واضح وجلي.
لكن الإشكال المطروح: كيف يمكن التوفيق بين ما سُطِّر في الوثائق المنهاجية التي ترسم السياسة التربوية للمنظومة والمتمثلة في : الميثاق الوطني للتربية والتكوين والكتاب الأبيض والكتب المدرسية باعتبارها أدوات لتصريف المنهاج وأيضا التوجيهات التربوية لكل مادة، وبين الممارسة الصفية والاشتغال الديداكتيكي داخل الفصول؟
الأهداف العلمية للدراسة:
رصد الجانب القيمي في الوثائق المنهاجية السالفة الذكر؛
الكشف عن الاختلالات المنهجية والتربوية الواردة فيها على مستوى القيم وتحديدها؛
إبراز إشكالية تدريس القيم وتقويمها في الممارسة الصفية والاشتغال الديداكتيكي.

1- القيم في الوثائق المنهاجية:

شَكَّلَ مجالُ القيم إحدى المداخل الثلاث للمنهاج curriculum التربوي المغربي: مدخل التربية على القيم؛ مدخل التربية بالاختيار؛ ثم اعتماد المقاربة بالكفايات؛ وقد كانت وثيقة الميثاق حريصة على التنصيص على القيم التي ينبغي للمدرسة المغربية أن تعمل على نقلها وإكسابها للمتعلمين.

أ- القيم في الميثاق الوطني للتربية والتكوين: 

يعد الميثاق الوطني للتربية والتكوين الوثيقة المنهاجية الرئيسة؛ والفلسفة المؤطرة للفعل التربوي وللمنظومة التربوية المغربية؛ ورغم صدور وثائق منهاجية أخرى: البرنامج الاستعجالي؛ الرؤية الاستراتيجية 2015- 2030؛ –  ما زال الميثاق هو المعبر عن المنهاج التربوي المغربي بشكل رسمي،  وبالرجوع إليه؛ نجد الحرص على الانطلاق من المجال القيمي واضحا جليا؛ ففي المرتكزات التي قدمتها الوثيقة نجد: ” يهتدي نظام التربية والتكوين للملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح؛ المتسم بالاعتدال والتسامح؛ الشغوف بطلب العلم والمعرفة في أرحب آفاقهما؛ والمتوقد للاطلاع والإبداع، والمطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع” .

فوثيقة الميثاق حددت المرجعية القيمية للمنظومة في قيم العقيدة الإسلامية؛ وعلى رأسها قيم: الاستقامة والصلاح؛ الاعتدال والتسامح؛ حب العلم والمعرفة؛ ثم المبادرة والإيجابية.
وفي المرتكز الثاني من الميثاق تحديد بعض مواصفات المواطن/ المتعلم: “…متشبعون بروح الحوار وقبول الاختلاف وتبني الممارسة الديموقراطية في ظل دولة الحق والقانون” . حيث نجد قيم التشبع بروح الحوار وقبول الاختلاف؛ والممارسة الديموقراطية، بما يتماشى ونشدان المجتمع الديموقراطي.
وقد كان واضعو الميثاق وَاعِينَ بأهمية إكساب القيم للناشئة وأن هذه العملية من أهم وظائف النظام التربوي المغربي وفي مقدمة غاياته؛ جاء في الوثيقة: ” ينبغي لنظام التربية والتكوين أن ينهض بوظائفه كاملة تجاه الأفراد والمجتمع وذلك:
منح الأفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية” . حيث اكتساب القيم هدف رئيس من أجل اندماج سليم الحياة المجتمعية.
كما أن من الأهداف الأساسية للمدرسة المغربية أن تكون:
” أ –  مفعمة بالحياة؛ بفضل نهج تربوي نشيط يجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي؛ ب – مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة؛ والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن؛ مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي ” .

وفي المجال الثاني: التنظيم البيداغوجي؛ نجدُ الحديثَ عن القيم صريحا أيضا؛ خاصة بالسلك الأولي والابتدائي، فمن الأهداف التي يسعى إليها هذا السلك: ” التشبع بالقيم الدينية والخلقية والوطنية والإنسانية ليصبحوا مواطنين معتزين بهويتهم وبتراثهم وواعين بتاريخهم ومندمجين فاعلين في مجتمعهم” .
وعُدَّ مدخل القيم أساسيا للتنشئة الاجتماعية للطفل وتحقيق استقلاليته من خلال” تعلم القيم الدينية والخلقية والوطنية الأساسية” .
وبالسلك الأول من المدرسة الابتدائية حدد له الميثاق مجموعة من الأهداف يرمي إلى تحقيقها من بينها:
” تملك قواعد الحياة العامة الجماعية وقيم المعاملة الحسنة والتعاون والتضامن” . فتم التركيز على القيم التواصلية والاجتماعية لأهميتها في بناء شخصية المتعلم.
وبالسلك الثاني من المدرسة الابتدائية من أهدافه أيضا: ” تعميق وتوسيع المكتسبات المحصلة خلال السلكين السابقين في المجالات الدينية والوطنية والخلقية” .
ويلاحظ أن الميثاق حين حديثه عن السلك الإعدادي وأهدافه ومواصفات المتعلم بهذا السلك لم ينص على قيم معينة بشكل صريح؛ في حين تم التنصيص على مجالات للمعارف والمهارات والكفايات المنتظرة في نهاية السلك. لكن قد نجد بعض التلميحات والإشارات للقيم بشكل ضمني: ” ترمي المدرسة الإعدادية إلى ما يلي: (…) ؛
التمرن على معرفة ممنهجة للوطن والعالم على المستوى الجغرافي والتاريخي والثقافي؛
معرفة الحقوق الأساسية للإنسان وحقوق المواطنين المغاربة وواجباتهم” .
فهل يكفي المتعلم أن يتعرف المفاهيم المرتبطة بمجال حقوق الإنسان والمواطنة لنقول أنه اكتسب القيم؟ أم أن المعرفة le savoir  ليست إلى مرحلة أولى للاكتساب aqcuisition والتَّمثُّل القِيمي؟
والغريب أن حديث الميثاق عن السلك الثانوي التأهيلي بَدَا خاليا من كل إشارة إلى القيم واكتسابها وتشربها رغم المرحلة المهمة والحاسمة لهذا السلك في بناء اختيارات المتعلمين وتوجهاتهم وصناعة الميول وترسيخ القيم ! فهي مرحلة نمو ونضج نفسيين وعقليين وجسميين. في حين نجد تفصيلا دقيقا بشأن الهندسة البيداغوجية للسلك والإلحاح على التكوين المهني والتقني وتمهير المتعلمين استجابة لحاجات سوق الشغل وتأهيليهم لذلك.
وفيما يلي يمكن أن نحدد بعض القيم والمجالات القيمية المنصوص عليها في الميثاق:
مجالات القيم: قيم العقيدة الإسلامية – قيم المواطنة – قيم حقوق الإنسان – القيم الدينية – القيم الوطنية – القيم الإنسانية.
بعض القيم المذكورة في الميثاق: الاستقامة – الصلاح – الاعتدال – التسامح – حب العلم – المبادرة الإيجابية – الحوار – قبول الاختلاف – الممارسة الديموقراطية – المعاملة الحسنة – التعاون  – التضامن.

ب – القيم في الكتاب الأبيض le livre blanc 

يعد الكتاب الأبيض  الأجرأة العملية لتوجهات واختيارات الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛ فهو يمثل المستوى الثاني من مستويات المنهاج التربوي: الميزو méso ؛ إذ عمل على تدقيق ما سطر في الميثاق من حيث مناهج المواد الدراسية ورسم الهندسة البيداغوجية للأسلاك الثلاث (ابتدائي ثانوي إعدادي – ثانوي تأهيلي)؛ ووضع الأغلفة الزمنية للمواد والأهم في كل ذلك انتقاء واختيار المحتويات الملائمة لتحقيق المخرجات المسطرة للمنهاج. والكتاب الأبيض يقع في ثمانية أجزاء وأزيد من 1930 صفحة من اشتغال لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية مركزيا وجهويا. وتوزعت أجزاؤه على الشكل التالي:
الجزء الأول : الاختيارات والتوجهات التربوية
الجزء الثاني : المناهج التربوية في التعليم الابتدائي
الجزء الثالث : المناهج التربوية للسلك الإعدادي
الجزء الرابع : المناهج التربوية لقطب التعليم الأصيل
الجزء الخامس : المناهج التربوية لقطب الآداب والإنسانيات
الجزء السادس : المناهج التربوية لقطب الفنون
الجزء السابع : المناهج التربوية لقطب العلوم
الجزء الثامن : المناهج التربوية لقطب التكنولوجيات.
وقد خُصص الجزء الأول كما سلف؛ للاختيارات والتوجهات التربوية ومن ضمنها المجال القيمي، جاء في الوثيقة:
” اختيارات وتوجهات في مجال القيـم
إنطلاقا من القيم التي تم إعلانهـا كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمتمثلة فـي:
– قيـم العقيدة الإسلامية؛
– قيـم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية؛
– قيـم المواطنـة؛
– قيـم حقوق الإنسان ومبادئها الكونيـة.

وانسجاما مع هذه القيم، يخضع نظام التربية والتكوين للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة، وللحاجات الشخصية الدينية و الروحية للمتعلمين من جهة أخرى.
ويتوخى من أجل ذلك الغايات التالية:
– ترسيخ الهوية المغربية الحضارية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها؛
– التفتح على مكاسب ومنجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة؛
– تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته؛
– تكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحث والاكتشاف؛
– المساهمة في تطوير العلوم والتكنولوجيا الجديدة؛
– تنمية الوعي بالواجبـات والحقوق؛
– التربية على المواطنة وممارسة الديموقراطية؛
– التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف؛
– ترسيخ قيم المعاصرة والحداثة؛
– التمكن من التواصل بمختلف أشكاله وأساليبه؛
– التفتح على التكوين المهني المستمر؛
– تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات؛
– تنميـة القدرة على المشاركة الإيجابية في الشأن المحلي والوطني.
يعمل نظام التربية والتكوين بمختلف الآليات والوسائل للاستجابة للحاجات الشخصية للمتعلمين المتمثلة فيما يلي:
– الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛
– الاستقلالية في التفكير والممارسة؛
– التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته؛
– التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛
– ممارسة المواطنة والديموقراطية؛
– إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛
– الإنتاجية والمردودية؛
– تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة؛
– المبادرة والابتكار والإبداع؛
– التنافسية الإيجابية؛
– الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛
– احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري المغربي ”  .

فالقيم على المستوى الميزو من المنهاج التربوي curriculum ممثلا في الكتاب الأبيض كان أكثر تفصيلا للقيم وتحديد مجالاتها؛ حيث قسمها إلى أربعة أقسام:
– قيـم العقيدة الإسلامية؛
– قيـم الهوية الحضارية ومبادئُها الأخلاقية والثقافية؛
– قيـم المواطنـة؛
– قيـم حقوق الإنسان ومبادئُها الكونيـة.
كما صنفها حسب حاجيات المجتمع وحاجيات الفرد/ المتعلم. وهذا تصنيف جيد ينتظر أن ينعكس في المواد والبرامج والمقررات الدراسية لكل مادة من المواد المشكلة للمنهاج.

لكنَّ تنزيلَ هذه القيم وتصريفَها في المقررات الدراسية للمواد المكونة للمنهاج إلى أي حد تم بشكل تكاملي ومنسجم ونسقي؟
فمعلوم أن النظريات الحديثة في المناهج تتحدث عن المنهاج المترابط والنشط؛ ومن شروطه تكامل المواد وتقاطعها وانسجامها لتشكل كُلاًّ متكاملا، غير أن واقع الحال والممارسة التربوية الميدانية؛ وتتبع برامج المواد ومقرراتها؛ يدل على خلاف ذلك، فمازال المنهاج التربوي المغربي يتشكل من جزر متناثرة بين مواده؛ بل متنافرة أحيانا من حيث التضارب القيمي أحيانا. وغيرُ خافٍ على المتخصص ما يشكله ذلك من اضطراب في بناء شخصية المتعلمين !.

ج- القيم في دفاتر التحملات والكتب المدرسية:

إن الكتاب المدرسي يعد الأداة الرئيسة لتصريف المنهاج التربوي؛ إذ هو آلية من أهم الآليات الأساسية في العملية التعليمية التعلمية؛ كما أنه أداة موضوعة رهن إشارة المدرسين والمدرسات لأداء مهامهم وفق ضوابط محددة ومنهجية؛ وهو المرجع الأساسي للمتعلم والمدرس على السواء، عليه يعتمدان وإليه يرجعان؛ فهو ينظم المعرفة المعدة للتدريس وفق الأهداف المسطرة للمنظومة والمواصفات المطلوبة للمتعلم.
تعريف الكتاب المدرسي:
يذهب دولاندشير إلى أن الكتاب المدرسي مؤلف ديداكتيكي؛ تم إعداده لتعلم المعارف التي أعدت لبرنامج؛ أو إنه يشكل مضمون علم؛ أو مجموعة علوم محددة؛ يمكن استيعابها.(Landsheere,V,1992).
وعند Legendre: ” هو كتاب مطبوع موجه إلى التلميذ. وقد تصاحبه بعض الوثائق السمعية- البصرية أو وسائل أخرى بيداغوجية؛ تعالج مجموع العناصر الهامة في مقرر دراسي للسنة أو لمجموع السنوات”  .
أما الأستاذ أحمد أوزي فيعرفه قائلا: ” يطلق مصطلح الكتاب المدرسي على نوع خاص من الكتب أعدت خصيصا لتكون في متناول المتعلمين؛ كما تدل على ذلك لفظة ( Manuel) الفرنسية، وهو يتناول ما يمكن معرفته حول موضوع أو مجموعة مواضيع أو مادة معينة يقدمها بطريقة ميسرة للمتعلم” .
فالكتاب المدرسي هو وثيقة وأداة مطبوعة ومنظمة وفق ضوابط بيداغوجية وديداكتيكية؛ موجهة للاستعمال في صيرورة تعلم وتكوين متفق عليه.
الكتاب المدرسي آليةُ تصريف للمنهاج التربوي:
يُعَبر المنهاج الدراسي curriculum عن جميع ما تقدمه المدرسة من الخبرات والمعارف والمهارات والكفايات للمتعلم تمكنه من الاندماج في المجتمع وتحقيق أهدافه، ويشير المنهاج أيضا إلى مجموع الأهداف والكفايات المرجوة من المنظومة التربوية ككل؛ ثم المحتويات والمضامين المراد تدريسها للمتعلمين مع الطرائق والوسائل والمقاربات البيداغوجية وآليات وأشكال التقويم على طول وعرض مستويات المنهاج.

وبذلك يحيل مفهوم المنهاج على السيرورة التي تقطعها المعرفة الموظفة لتتحول من معرفة أكاديمية عالمة سابحة في الحقول الإبستمولوجية إلى معرفة معدة للتدريس من خلال تصريفها في الكتب المدرسية؛ ثم إلى معرفة مُدَرَّسة تُقدم للمتعلم في سياقات محددة وإيقاعات زمنية دقيقة؛ ثم معرفة مكتسبة من طرف المتعلمين يوظفونها في وضعيات مختلفة.
ويبقى الكتاب المدرسي هو القناة الرئيسة لتصريف المنهاج الدراسي؛ وهو يعد بمثابة تعاقد بين المدرس والمتعلمين وفق التوجهات الرسمية للوزارة.

وانطلاقا من هذا فالكتاب المدرسي هو الوعاء الذي يشتمل على المادة التعليمية التعلمية؛ ويعكس أسس المنهاج المختلفة: الأساس الفلسفي لقيم المجتمع؛ الأساس السوسيو-اقتصادي؛ والأساس السيكولوجي؛ والأساس الاجتماعي الذي يتضمن الخصائص الحضارية والمقومات الثقافية للمجتمع.
ومن البديهي أن تُوضع دفاتر تحملات لتأليف الكتب المدرسية تتضمن مجموعة من الضوابط البيداغوجية والفنية والتربوية من بينها:
– مراعاة القيم المنصوص عليها في الكتاب الأبيض؛
– الالتزام بتصريف هذه القيم في محتويات المواد الحاملة للقيم بشكل مباشر وخاصة: التربية الإسلامية؛ مواد الاجتماعيات: التاريخ – الجغرافيا؛ التربية على المواطنة؛ اللغة العربية؛ الفلسفة؛ اللغة الفرنسية؛ اللغة الأنجليزية..
– الأخذ بعين الاعتبار المستوى الدراسي وخصوصيات منهاج المادة في تحديد هذه القيم.
وإذا أخذنا منهاج مادة التربية الإسلامية كمثال ونموذج للمواد الحاملة للقيم؛ نجد في دفتر التحملات الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية في يونيو 2016 بمناسبة مراجعة منهاج مادة التربية الإسلامية- ما يلي:
” المواصفات الخاصة بمحتوى الكتاب؛ (وذكرت الوثيقة من بينها):
ترسيخ القيم الإسلامية في بعدها الكوني كالقسط والرحمة والمحبة والتعارف؛ باعتبارها قيما ربانية تشترك فيها الإنسانية استنادا إلى منطلق كون الإسلام رسالة عالمية؛ ورسولها رحمة للعالمين”
فالوثيقة حددت قيما بعينها ينبغي تصريفها في الكتب المدرسية؛ لكن إلى أي حد استطاعت لجان وفرق التأليف مراعاة هذه القيم وفق الدروس والمواضيع المحددة؟ وهل تم استحضارها في بناء هذه الدروس ديداكتيكيا؟.

2- الاشتغال الديداكتيكي وإدماج القيم:

إن الإشكال الذي يعاني منه المنهاج التربوي المغربي بخصوص إدماج القيم في البرامج والمقررات الدراسية؛ هو غياب النسقية والانسجام بين المواد مما يؤثر بلا شك سلبا على القيم التي تروم كل مادة تمريرها وإكسابها للمتعلمين. كما أننا نلحظ ضعف أو غياب الخيط الناظم للقيم عبر مستويات المنهاج الثلاث؛ في حين نجد بعض النماذج من الأنظمة التربوية العالمية تعتمد قيما مركزية محددة تنبثق عنها مجموعة من القيم تتوزع مختلف المواد الدراسية الحاملة لها.
لكن الإشكال المذكور آنفا يزداد تعقيدا حينما ننتقل إلى التنزيل الديداكتيكي؛ فقد يكون المنهاج محكم البناء والانسجام، لكن تبقى عملية التنفيذ عليها الرهان في إكساب المتعلمين القيم المعلنة في المستويات العليا.

أ – الإطار المرجعي سبيلُ ضبط الاشتغال الديداكتيكي للأستاذ:

يُعد الإطار المرجعي للمادة وثيقة تضبط الاشتغال الديداكتيكي للأستاذ في ظل تجربة تعدد الكتاب المدرسي التي أتى بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ففيه تُضبط الموارد الدراسية  les ressources المقررة في المستوى المعين؛ وتعرف الكفايات والمهارات والقدرات المسطرة لهذا المستوى، كما تحدد شروط إنجاز التقويم. وإذا ما أخذنا الإطار المرجعي لمادة التربية الإسلامية كمثال فنجده يحدد مجالات المادة وكفاية المستوى؛ ثم موجهات لتقويم الكفاية؛ والمهارات الأساسية المستهدفة بالتقويم؛ حيث ذكر منها:

– اتخاذ مواقف نظرية أو سلوكية مسؤولة في وضعيات تواصلية أو حياتية؛
– بناء قيم المبادرة الإيجابية لتحقيق النفع العام؛
– تسديد السلوك وتوجيهه على أسس العقيدة الإسلامية ومبادئها وبوسائل الإقناع والحوار” .
وفي تنظيم المجال حددت الوثيقة القيم الناظمة لمنهاج التربية الإسلامية للسنة الأولى من سلك البكالوريا كالآتي:
– القيمة المركزية: “التوحيد”
– القيم المتفرعة عنها: الحرية – الاستقامة – الإحسان – المحبة” .

والجميل في الوثيقة أنها خصصت ستة نقط للمجال القيمي: ثلاث (3) نقط لاستخراج القيم وتوظيفها وتتضمن هذه العملية: تحديد القيمة – تثمين القيمة – اعتمادها في التقدير . ثم ثلاث نقط (3) أخرى لتحديد المواقف والتعبير عنها وتعليلها؛ وتتضمن هذه العملية: تحديد الموقف – التعبير عن الرأي – التعليل . والمواقف لا تحدد إلا انطلاقا من القيم التي اكتسبها المتعلم ولارتباطها بالجانب الوجداني بالدرجة الأولى.
لكن مما يلاحظ على الوثيقة أنها صَنفت اتخاذَ المواقف وبناء القيم وتوجيه السلوك وتسديده ضمن المهارات؛ وفي هذا من الخلط ما لا يخفى بين الموارد المكتسبة؛ حيث القيم والمواقف والاتجاهات عند المتعلمين هي ألصق بالجانب الوجداني وليس المهاري !.
بعد هذه الجولة السريعة في أهم الوثائق المشكلة للمنهاج التربوي المغربي؛ يبقى إدماج القيم وإكسابها للمتعلمين رهين باشتغال ديداكتيكي فعال. فهل واقع الممارسة البيداغوجية يعكس التصورات والتوجيهات المسطرة بخصوص إدماج القيم في المنهاج التربوي؟

ب – واقع القيم في الممارسة الديداكتيكية:

لقد اختار النظام التربوي المغربي اعتماد المقاربة بالكفايات l ‘approche par competence ؛ ونص عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين من أجل تجاوز الطابع التجزيئي الذي كانت عليه بيداغوجيا الأهداف؛ والتي ركزت على الاستجابات السلوكية للمتعلم بحيث يظل من الصعب ترسبخ وتقويم مكتسبات وقيم وجدانية وأخلاقية؛ أو مكتسبات اجتماعية معقدة .
والكفاية كما هو متعارف عليه بين المشتغلين بالعملية التعليمة التعلمية؛ هي: ” تعبئة مجموعة من الموارد: معارف – مهارات – قدرات – قيم – مواقف – .. من أجل حل وضعية مشكلة أو عائلة من الوضعيات” ، وبذلك نلمس الطابع الكلي والشمولي للكفاية؛ والرهان على تنمية قدرات معرفية ووجدانية وسلوكية على المدى المتوسط أو البعيد ( كِفَايات نَوْعية  compétences spécifiques؛ كفايات مُمْتدة     compétences transvérsales )؛ كل ذلك يتم من خلال وضعيات situations ، فالتدريس بالوضعيات من المداخل الرئيسة للتدريس بالكفايات؛ ومعلوم أن القيم والسلوكات الأخلاقية تعكس تفاعل الفرد داخل وضعيات اجتماعية مختلفة بحيث نحكم على سلوكاته  وتصرفاته في ضوء ما يصدر عنه إزاء الآخرين في ظل هذه الوضعيات.
ويعد الفصل الدراسي بقيادة المدرس الفضاء الفيزيقي والسيكولوجي المناسب لبناء القيم ومراقبتها وتعهدها بالتعليم والتثبيت والترسيخ؛ وتتبع مدى تحويل المتعلمين للقيم المكتسبة إلى سلوكات عملية من خلال وضعيات ومواقف يعبرون عنها، فلا يقتصر الأمر على تداول المعارف ومناقشتها وبنائها؛ بل يتعدى ذلك إلى التواصل مع مختلف أطراف العملية التعليمية التعليمة: مدرسين؛ إداريين؛ تلاميذ من مستويات أخرى؛ …وهي عملية تكشف للمتتبع عن مدى تمثل المتعلم للقيم وتشربها. لكن إلى أي حد تستحضر الممارسة الديداكتيكية مسألة القيم وتعمل على غرسها في نفوس المتعلمين؟
إذا انطلقنا من واقع الممارسة الميدانية ومن الخبرة المتراكمة من خلال عملية الإشراف التربوي؛ نلحظ أن  المدرسة المغربية تعاني من أزمة قيم فظيعة تظهر مؤشراتها في ظواهر ” تربوية” مشينة لم تعرفها من ذي قبل: العنف المدرسي بشتى تلاوينه وأشكاله؛ ظاهرة الغش في الامتحانات والاختبارات؛ إشكالية الاعتداء على ممتلكات المؤسسات التعليمية من طرف التلاميذ؛ ظاهرة التدخية والمخدرات في صفوف التلاميذ؛ ظاهرة الانحلال الخلقي والتفسخ القيمة لدى المتعلمين…، كلها ظواهر تضرب في الصميم الأهداف النبيلة للمدرسة المغربية !
إن المعاينة الميدانية تدل على أن الممارسة الديداكتيكية تقتصر في أفضل الأحوال على تعليم وتلقين المعارف؛ وفي بعض الأحيان قد تتجاوز ذلك للجانب المهاري، أما الجانب الوجداني/ القيمي فشبه غائب عن الاشتغال الديداكتيكي  le travail didactique في مستوياته الثلاث:
  على مستوى التخطيط:
والتخطيط يعبر عنه تحضير الأستاذ للسيناريو البيداغوجي المحتمل لتقديم الدرس؛ يعبر عن هذه العملية بالجذاذت التي ترسم الخطة العملية للتنفيذ؛ فعلى هذا المستوى تجد الجانب القيمي غائبا من الجذاذة؛ هذا في المواد الحاملة للقيم بشكل مباشر ناهيك عن المواد الأخرى ! فلا يكاد المدرس يتحدث عن القيم المراد تمريرها وتعليمها للمتعلم رغم التنصيص عليها في الإطار المرجعي مثلا.
  على مستوى التنفيذ:
تبعا للمستوى السابق؛ إذا غابت القيم كأهداف يسعى الدرس إلى تحقيقها؛ فلا تجد لها أثرا في التنفيذ داخل الفصل إلا لماما حينما ينبه المدرس إلى بعض القيم أو يستنكر على المتعلمين بعض السلوكات مثلا. في حين أن المواد الحاملة للقيم تستهدف غرس قيم بعينها في نفوس المتعلمين وينبغي الاشتغال عليها ( قيم دينية – قيم وطنية – قيم كونية ..).
  على مستوى التقويم:
مازال الإشكال العويص الذي تعاني منه المنظومة التربوية جملة هو مسألة التقويم؛ فرغم تبني المنظومة للمقاربة بالكفايات والتي من المفروض أن تستهدف تقويم الكفاية في شموليتها، غير أن واقع الممارسة والميدان يكشف بالوضوح التام أن التقويم في منظومتنا يستهدف المعارف ليس إلا. فأن تطلب من المتعلم أن يمسك الورقة والقلم وتطلب منه أن يجيب على أسئلة معينة فلا يعدو تقويم البعد المعرفي فقط !
لذلك فإن التقويم في الممارسة الصفية يركز على المعارف بدرجة أولى ويغفل تقويم القيم مع أن هذه الأخيرة – عملية تقويم القيم – من الصعوبة بمكان.

ج – على سبيل الختم: مقترحات للحل: 

المتتبع للمنهاج التربوي المغربي يلحظ وجود مساحة مهمة للقيم على مستوى التنظير والوثائق؛ لكن ترجمة هذه التوجيهات مازالت لم تحظ بما هو مطلوب للمقاربات البيداغوجية المعتمدة؛ لذلك نقترح في ختام هذه الدراسة/ البحث جملة أفكار نابعة من المعاينة الميدانية للممارسة الديداكتيكية:
 أهمية اللغة في ترسيخ القيم:
لابد من إيلاء العناية اللازمة للغة التدريس بما تحمله من قيم تمثل الهوية الحضارية والدينية للمتعلم؛ واللغة العربية تعد منجما غنيا للقيم في مفرداتها وتراكيبها وعلومها، إذ اللغة هي الوسيلة الأولى من بين الوسائل الرمزية في نقل المعرفة؛ وتدوين التراث والتعبير عن العواطف.. فهي ليست مجرد أصوات وكلمات وعبارات ينطق بها الإنسان للتعبير عن حاجاته . إن ضعف التكوين اللغوي بهذا المعنى يعني انسلاخا عن الثقافة وعن الهوية؛ وتنصلا من القيم التي توارثها المجتمع عبر القناة التواصلية الأولى أي عبر اللغة. ومن هنا صح ما ذهب إليه المهدي المنجرة حين جعل اللغة هي المطلب الأول الذي تتوخاه كل عملية تعلمية؛ فضلا عن القيم والتمثلات؛ قال: ” إن العناصر التي تتذرع بها كل عملية من عمليات التعلم؛ تشتمل على اللغة وعلى الأدوات وعلى القيم وعلى العلاقات الإنسانية وعلى التمثلات؛ ومن شأن التعلم للصيانة؛ من حيث نظرياته وممارساته؛ أن يمنح اللغة مكانة رفيعة على حساب العناصر والمجالات الأخرى” .
هندسة تكوين مُتقنة لتخريج مدرسين أكفاء:
تبين من خلال ما تقرر آنفا أن الخلل في تعليم القيم وترسيخها مرتبط بشكل كبير منه بالممارسة الديداكتيكية تخطيطا وتنفيذا وتقويما؛ لأن ترسيخ منظومة القيم لدى المتعلمين تعتمد بالأساس على وجود مدرسين ذوي كفاءة عالية؛ فالمدرس ” حجر الزاوية في العملية التربوية؛ وإنه يحتل مكان الصدارة بين العوامل التي يتوقف عليها نجاح التربية في بلوغ غاياتها؛ على اعتبار أنه لا يمكن الفصل بين مسؤوليات المعلم والتغييرات الأساسية التي تتم في المجتمع” . لذا فمن الواجب على الوزارة الوصية إعادة النظر في كيفية انتقاء واختيار المدرسين؛ فلم يعد مقبولا العبث بالمنظومة التربوية من خلال إجراءات ارتجالية لا تراعي المعايير العلمية لمهنة التربية والتعليم؛ فعبر محطات عدة لجأت الوزارة إلى إجراءات تقنية مستعجلة تلبية للخصاص في هيأة التدريس ( التعيين المباشر كمثال) دونما مراعاة لقواعد المَهْنَنَة التربوية وما يتطلبه مزاولة المهنة من تأهيل وتكوين تربويين.
كما أن الشرط المعرفي والإلمام لم يعد كافيا لولوج المهنة؛ بل ينبغي إعادة الاعتبار لأخلاقيات المهنة وما تقتضيه من تحل بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة للمدرس المستأمن على فلذات أكباد المغاربة؛ وما نسمعه ونقرأه من أحداث أخلاقية شنيعة تمس بسمعة هيأة التدريس وتحط من قدرها وتضرب هالة الاحترام والتقدير المفروض أن يكنه المجتمع للمدرس. وقد انتبه المجلس الأعلى للتعليم في تقريره سنة 2008 إلى هذه الحقيقة؛ فحدد للمدرس مهاما تجمع بين ما هو معرفي وما هو قيمي حيث أكد: ” أن مهام المدرس لا تنحصر فقط في القسم فهو أيضا فاعل أساسي في المنظومة التربوية برمتها؛ حيث يعتبر التزامه ومشاركته  سواء داخل المدرسة أو خارجها ضروريا لإنجاح إصلاح المنظومة الوطنية للتربية والتكوين. ومن هنا يكمن دور المدرس في القيام بالمهام التالية:
• المساهمة في تربية المتعلمين اعتمادا على القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية التي يتقاسمها الجميع؛
• نقل المعارف والمهارات حسب المضامين والمناهج المصادق عليها؛
• إعداد الطلبة للاندماج الاجتماعي والمهني من خلال مساعدتهم على اكتساب الكفايات الضرورية والمساهمة في انفتاح شخصياتهم” .
ومما يساعد على تطوير الاشتغال الديداكتيكي للمدرس تمهيره في مراكز التكوين ديداكتيكيا وخاصة في مجال القيم: كيفية تعليمها وتعلمها؛ استحضارها في التخطيط لعمله وتنفيذه وتقويمه؛ والتدرب على إنتاج شبكات لتقويم القيم. كما لا يخفى دور المراكز في تأهيل المدرسين خلقيا وتحفيزهم وإلزامهم على احترام أخلاقيات المهنة؛ ولا شك أن هذا الأمر يدفع نحو الدعوة إلى مراجعة زمن التكوين وتطويره وفق هنسة بيداغوجية حديثة تستجيب لهذه الحاجيات والانتظارات.
 تنشيط الحياة المدرسية بما يسهم في غرس حقيقي للقيم:
تعد الحياة المدرسية   la vie scolaireبتعدد فاعليها مجالا خصبا وفسيحا لغرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة؛ ولتنشيطها نقترح بعض الإجراءات العملية لتمرير القيم المسطرة في المنهاج التربوي:
إشراك المتعلمين في الأنشطة الموازية واستثمارها للتحسيس بأهمية القيم ودورها في بناء شخصية التلميذ(ة)؛
إنشاءُ نوادٍ خاصة بالقيم : المواطنة – التربية على حقوق الإنسان – العفة – الاحترام – التربية البيئية -…داخل المؤسسات التعليمية تتمحور أنشطتها حول الدعوة إلى ترسيخ هذه القيم وتنميتها؛
على مستوى المديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية: نقترح تنظيم مسابقات بين المؤسسات التربوية بمختلف الأسلاك تتعلق بمجالات قيمية معينة: القيم التواصلية وأهميتها في العلاقات الاجتماعية؛ قيم حقوق الإنسان وسبل تفعيلها؛ التربية على المواطنة والسلوك المدني؛ العناية بالبيئة وتنظيم فضاء المؤسسة وتشكيل مساحات خضراء داخلها: ” المؤسسة الإيكولوجية” وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني قد أطلقت مشروعا في هذا السياق يُرجى تفعيله ومتابعته؛
إصدار نشرات ومطويات خاصة بالتربية على القيم الجميلة من طرف الوزارة الوصيىة توزع على التلاميذ في مختلف المؤسسات؛
تفعيل الشراكات التربوية مع جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالقيم والقضايا المرتبطة بها؛ وتنظيم أنشطة لفائدة المتعلمين في هذا السياق؛
استثمار الأيام العالمية المتعلقة بالقيم:  بالمرأة؛ بحقوق الإنسان؛ بالمحافظة على البيئة.. لتنظيم أنشطة داخل المؤسسات التربوية وإنتاج مطويات وملصقات من طرف المتعلمين.
خاتمة:
إن التربية على القيم تتطلب تظافر جهود جميع المؤسسات التربوية والإعلامية والأسرة وجمعيات المجتمع المدني والقطاعات الوصية من أجل ترسيخ قيم السلوك المدني والمحافظة على القيم الدينية والوطنية في نفوس الناشئة والكبار على حد سواء.

بيبليوغرافيا Bibliographie
– وزارة التربية الوطنية؛ الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛ أكتوبر 1999.
– وزارة التربية الوطنية؛ الكتاب الأبيض؛ لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي ربيع الأول 1423 يونيو 2002.
– المملكة المغربية؛ المجلس الأعلى للتعليم؛ تقرير 2008.
– وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ؛ الإطار المرجعي لاختبار الامتحان الموحد الجهوي للسنة الأولى من سلك البكالوريا؛ 21 نونبر 2016. مذكرة رقم 101/16.
– وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني؛ مديرية المناهج- ملحق دفتر التحملات الخاص بتأليف وإنتاج الكتب المدرسية؛ كتاب التلميذ(ة)- مادة التربية الإسلامية، جميع المستويات الدراسية بسلك الثانوي التأهيلي، يونيو 2016.
– د. أحمد أوزي المعجم الموسوعي الجديد لعلوم التربية ؛ منشورات مجلة علوم التربية العدد 42. طبعة 2016.
– محمد الدريج؛ الكفايات في التعليم؛. سلسلة المعرفة للجميع. العدد 16  منشورات رمسيس الرباط؛ أكتوبر 2000.
– د. المهدي المنجرة؛ قيمة القيم؛ مطبعة النجاح الجدية – الدار البيضاء؛ الطبعة الثالثة  2008.
– د. وهابي عبد الرحيم؛ المناهج التعليمية ومنظومة القيم؛ مطبعة أنفو برانت فاس
– المؤتمر الثالث لوزراء التربية العرب. جامعة الدول العربية –الإدارة الثقافية  1968.
– Dictionnaire actuel de l’éducation. Guérin Montréal, Canada. 2005 .

Comments (0)
Add Comment