مناهج البحث في العلوم الشرعية: علوم الحديث نموذجا

د. المكي قلاينة

مناهج البحث في العلوم الشرعية: علوم الحديث نموذجا

د. المكي قلاينة

أعد التقرير:

ذة. حفيظة إسرتين

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛

في إطار أنشطتها العلمية نظمت أكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية يوم الإثنين العاشر من أبريل سنة ثلاث وعشرين وألفين (الإثنين 19 رمضان 144ه/10 أبريل 2023م) محاضرة علمية على الساعة التاسعة والنصف ليلا عبر تقنية التحاضر عن بعد، في موضوع: مناهج البحث في العلوم الشرعية: علوم الحديث نموذجا. وذلك ضمن فعاليات الدورة التكوينية في مناهج البحث العلمي والتربوي في نسختها الثانية.

بدأت هذه المحاضرة بترحيب الأستاذ المسير د. يونس محسن بفضيلة د. المكي اقلاينة، وبكل المشاركين في هذه المحاضرة القيمة، وأشار إلى أن علم الحديث علم منهجي بدون منازع استمدادا واستنباطا وبحثا وتدريسا.

وبعد ذلك فسح المجال للأستاذ المكي مؤطر المحاضرة الذي بدأ كلامه عن المناهج واصفا إياها  بالطريق الموصل إلى المعرفة، وأن هذه المعرفة تحتاج إلى خطوات من أجل الوصول وفهم حكم  قضية من القضايا.

وأضاف فضيلته متحدثا عن المناهج قائلا: إنها وليدة احتكاك الإنسان بالمواد المعرفية، وأن الإنسان كل ما تنوعت مواده المعرفية، إلا وكان بحاجة إلى أكثر من منهج للتعامل معها. وأشار إلى التداخل بين المناهج، بحيث لا يمكن الاستغناء على منهج معين، والاكتفاء بالأخر.

ثم أشار بعد ذلك إلى أنه إذا أردنا دراسة مادة معرفية، لابد من استحضار خصوصية نابغة من طبيعة الفكر نفسه، وعلاقة الإنسان بخالقه، وأن هذه العلاقة يترتب عليها التسليم، لما نزل من الوحي، سواء من القران أو السنة النبوية.

وقد استعان في كلامه بطرح مجموعة من التساؤلات العلمية وهي:

كيف درس العلماء كتاب الله عز وجل؟ هل لهم قواعد يعتمدون عليها في سبيل فهم القرآن؟ أم أنهم لا يستندون على أي منهج ولا توجد أي قواعد البتة يحاولون بها فهم القرآن الكريم وغاية ما يجيدون هو الكلام بحسب أهواءهم؟.

وتطرق بعد هذه الأسئلة إلى تلك التيارات التي بادرت إلى تفسير القرآن حسب أهواءهم، وقال بأن هؤلاء الناس لم يتشربوا العلوم الشرعية، وأرجع السبب في ذلك إلى القول بتأثرهم بعقول ومناهج الفكر الغربي.. .

وأنتقل بعد ذلك إلى الحديث عن رائد المنهج الاقتصادي ابن خلدون رحمه الله، وعن غيره من الرواد في شتى الميادين.. مبرزا السبق لدى علماء الإسلام في الحديث عن هذه المناهج، ووضع القواعد، واصفا غيرهم بأنهم كانوا عالة عليهم فقط.

وأشار إلى تعدد المواد المعرفية والمناهج، مثل مناهج علم التفسير والحديث، وفقه الحديث، وعلم العقيدة والجغرافيا والشعر والنحو التي تسمى ب{بعلوم الآلة}.

ثم بعدها توقف الدكتور على سؤال وهو: كيف تأثرت العلوم الغير الشرعية بالعلوم الشرعية وعلى رأسها علوم الحديث؟.

وقد عرج في ذلك للحديث عن كتاب تاريخ الأمم للطبري وتصريحاته في مقدمته، وانتقل بعد ذلك في الحديث عن منهج المحدثين، وقال أن علماء الحديث يركزون على الإسناد، عكس الصحابة رضوان الله عليهم، الذين لا يسألون عن الإسناد لأنهم ثقات وعدول، لقول محمد بن سرين: ” كانوا لايسألون عن الإسناد، فلما ركب الناس الصعب والذلول، قالوا سموا لنا رجالكم…” هذا هو خلاصة المنهج الذي ارتضاه علماء الحديث وهو الأخذ بالثقاة وترك غير الثقاة. بل نجد فيهم من شدد في المسألة واستدلوا بحديث رسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: “إن كذبا علي ليس ككذب على أحد” لأن الكذب هنا لا يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده وإنما المسألة مسألة أمة بأكملها.

ثم بعد ذلك سرد لنا الدكتور الفاضل قصة جميلة لامرأة تسمى كريمة المروزية التي كان يحظر في مجالسها كبار العلماء كالخطيب البغدادي، وهذا يدل على مكانة المرأة في الاسلام، وأن لها حقوقا في التعليم والتعلم والتخلق بجمال المعرفة عكس ما يدعيه أعداء الإسلام .

وفي الأخير ذكر لنا الخطوات التي يتبعها العلماء في الحكم على الخبر وهي:

  1. دراسة ما مدى عدالة الرواة

  2. دراسة ما مدى ضبط الرواة.

  3. دراسة ما مدى اتصال السند.

  4. دراسة ما مدى خلو الحديث من الشذوذ.

  5. دراسة ما مدى سلامة الحديث من العلة.

وختمت هذه المحاضرة بخلاصة تركيبة شاملة لما جاء فيها من طرف الأستاذ محسن يونس، ثم بعد ذلك فتح باب النقاش وطرح التساؤلات، وتم التفاعل معها من قبل الدكتور الفاضل، حيث قدم إجابات وإفادات أغنت المحاضرة العلمية.

وختمت المحاضرة بتجديد جزيل الشكر للأستاذ المؤطر والمسير والمقرر وكل الإخوة المنظمين الساهرين على تفعيل هذه المحاضرة القيمة من قريب ومن بعيد.

Comments (0)
Add Comment