صعوبات بحثية منهجية بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية 

د. أحمد الفراك

صعوبات بحثية منهجية بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية 

د. أحمد الفراك

أستاذ الفكر الإسلامي، كلية أصول الدين، تطوان، المغرب

يندرج هذا البحث ضمن أعمال المؤتمر الدولي الأول

نحو بناء منهاج جامع لعلوم الوحي وعلوم الإنسان، الحلقة الأولى: الأسس الإبستيمولوجية

والذي نضمته الأكادييمة بشراكة مع بعض المؤسسات العلمية يومي 14 – 15 جمادى الأولى 1444هـ الموافق لـــ 09 – 10 دجنبر 2022م

برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأوّل وجدة -المغرب

مع تقدم المنهج التجريبي وما أسهم به في تطوير العلوم الطبيعية تأثرت باقي العلوم بما فيها العلوم الاجتماعية، وفي هذا الإطار حاولت الفلسفة الوضعية في دراستها للإنسان أن تُقلد العلوم الطبيعية في علميتها، مدعية أنه بالإمكان التوصل إلى حقائق وقوانين موضوعية بصدد دراسة الإنسان كما هو الحال في قوانين وقواعد العلوم الطبيعية، وذلك عن طريق تطبيق هذا النموذج المنهجي التجريبي، إلا أنها اصطدمت بكون الظاهرة الإنسانية تنفرد بجملة من الخصائص أهمها الوعي والإرادة والتعقيد والحرية، خاصة وأن الإنسان يتحول فيها من مجرد ذاتٍ عارفة إلى ذاتٍ وموضوعٍ للمعرفة في الوقت نفسه. في حين تتصف الظاهرة الطبيعية بالعطالة والاطراد والوضوح والحتمية. بمعنى أن الأفعال الإنسانية أفعال واعية تصدر عن إرادة خفية يستحيل قياسها بدقة، وترمي إلى مقاصد قد لا تكون واضحة ولا تخضع بالضرورة للاطراد، وهي قابلة للتغير والتجاوز باستمرار وبشكل غير قابل للقياس والضبط، نظرا لكونها تعبر دائما عن لحظة تقع خارج شعور الأفراد، وخاضعة لنظام العادات والتقاليد والمعتقدات كما يؤكد دوركهايم نفسه.

من هنا ينبع الإشكال الآتي: ما العمل قصد تحقيق شرط العلمية في العلوم الإنسانية؟ أَبِالاقتداءِ بالعلوم الطبيعية أم بالاستقلالِ عنها؟ إِن كان بالاقتداء فكيف نتجاوز معضلة الفارق بين الموضوعين؟ وإن كان بالاستقلال فأي نموذج ناجح تقدمه العلوم الإنسانية دليلا على علميتها المستقلة؟

رابط قراءة وتحميل البحث:

صعوبات بحثية منهجية بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية PDF

Comments (0)
Add Comment