الفقـه: دلالته الإبستمولوجية، وامتداداته وعلاقته بالعمران البشري

د. عبد الفتاح خياري

الفقـه:
دلالته الإبستمولوجية، وامتداداته وعلاقته بالعمران البشري

 

د. عبد الفتاح خياري

باحث في الدراسات الإسلامية والعمران البشري

أستاذ التعليم العتيق والتعليم العمومي التأهيلي، بني ملال، المغرب

من المعلوم أنّ الحضارة الإسلامية عرفت مجموعة من العلوم المتنوعة، سواء منها تلك التي ارتبطت بالوحي، أو تلك التي ارتبطت بالإنسان؛ وقد كان لتلك العلوم الدورُ الأساس في بناء الإنسان والعمران معا، ذلك أنّ ضمور العلم وكسادَ سوقه مؤشر خطير على أفول نجم الأمم والحضارات، كما قرّر ابن خلدون في مقدمته الشهيرة[1]؛ إذ أنّ الأمة ـــ أيّ أمة ـــ لا يمكن أن تحقّق شهودها الحضاري وتطورها العمراني إلا بالعلم المحفّز للعمل والمصحّح له أيضا، إذ لا عمل صحيح بغير علم، ولا علم إلا وهو دافع للعمل، وكل علم ليس تحته عمل فلا قيمة له ولا وزن، كما قرّر الإمام الشاطبي لله درّه من خلال كتابه الموافقات[2] .

إلا أن بعض العلوم عرفت اختلالا كبيرا، شمل جانبها المعرفي الإبستمولوجي، وكذا جانبها المنهجي التقعيدي، ممّا أثّر سلبا على المستوى السلوكي؛ ومن تلك العلوم علم الفقه، الذي عرف اضطرابا في مفهومه خلال سياقاته التاريخية، حتى صار اليوم عند الكثيرين منحصرا في زاوية ضيقة، تتعلق بالأحكام العملية الشرعية، فأنتج بذلك سلوكا تربويا معوجا، ومنحرفا في بعض الأحيان.

فكيف يمكن أن نُعيدَ للفقه دلالته الإبستمولوجيةَ الحقيقية في تصور الناس، فتشتعل جِذوته النورانية وحرارته الروحانية، الباعثة على تصحيح الفكر وتقويم الوجدان أولا، ثم تغيير السلوك أخيرا؟ وكيف نجعل من الفقه علما فاعلا لإقامة العمران البشري وتحقيق الاستخلاف الإلهي؟

  1. ابن خلدون (المقدمة)، دار الفكر، لبنان، ط:1، سنة:2004م، ذكر ذلك في الفصل الثالث بعنوان(في أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة) من الباب السادس، ص: 455
  2. الشاطبي (الموافقات) المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، الناشر: دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م، المقدمة السابعة والثامنة (1/ 60 ـــ 77)

رابط قراءة وتحميل البحث:

https://iesacademy.org/wp-content/uploads/2024/08/الفقه-دلالته-الابستمولوجية.pdf

Comments (0)
Add Comment