البحث التربوي والاجتماعي: مراحل وخطوات، إشكالات ومقترحات للتطوير (تقرير)
البحث التربوي والاجتماعي: مراحل وخطوات، إشكالات ومقترحات للتطوير (تقرير)
أعـد التقريـر:
ذ. أحمد شهبون
في إطار الأنشطة العلمية الرمضانية لأكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية احتضنت دورة تكوينية في مناهج البحث في نسختها الثانية، تحت عنوان: “البحث التربوي: إشكالات ومقترحات للتطوير+مراحل وخطوات البحث التربوي والاجتماعي “، وذلك يوم الجمعة 09 رمضان 1444هـ الموافق ل 31 مارس 2023م، عبر تقنية التناظر عن بعد ZOOM، وصفحتها على الفايسبوك. وقد عرفت المحاضرة حضورا متنوعا لأساتذة جامعيين، وطلبة باحثين بسلكي الماستر والدكتوراه، ومهتمين بمناهج البحث داخل المغرب وخارجه.
اسْتُهِلَّ النشاط التكويني بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الأستاذ لطفي علواني، أعقبها كلمة لميسر الجلسة؛ الباحث في قضايا التربية والتعليم الأستاذ محمد الخالدي الذي رحب بالمشاركين والحضور الكرام كل باسمه وصفته، ونوَّه بدأب الأكاديمية على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الفاعلين التربويين والباحثين، وغيرها من الأنشطة التي تُسهم في تطوير البحث العلمي. قاصدا بذلك الإسهام النوعي والمنهجي في البحث التربوي على وجه الخصوص.
بعد تقديم مقتضب حول مواضيع الندوة بأسئلة قاصدة، قدم مُيَسِّرُه الباحث محمد الخالدي بطاقة تعريفية بالمتدخلين السادة الاساتذة الأفاضل : د.ة. فاطمة اباش و د. الباشر المقدم ، صارفا لهم الكلمة الذي بدورهم عبروا عن شكرهم وعظيم امتنانهم للأكاديمية على كريم الدعوة والمشاركة.
وانتقالا إلى صلب موضوع المداخلة الأولى : “البحث التربوي : إشكالات وآفاق التطوير”، بعد التمهيد له بوضعه في سياقه، وبسط فرش معرفي عنه: منهاجا وكتبا مدرسية وأطر مرجعية..
تطرقت الدكتورة في مداخلتها إلى جملة مسائل يمكن إجمالها على النحو الآتي:
-
الإشكالية الأولى: أن الإنتاج في البحث التربوي لا يجيب عن الأسئلة الملحة التي تعاني منها المنظومة التربوية لأسباب متعددة منها: غياب رؤية منهجية عملية واضحة لدى المهتمين، وغياب تشبيك الفرق البحثية وطنيا وجهويا ومحليا؛ التي ينبغي أن تسهر عمليا على إنجاح البحث التربوي، ولفتت المحاضرة الانتباه إلى أن الإشكال ليس في الترسانة التنظيمية القانونية؛ بل في التطبيق الفعلي لها، ثم انتقلت إلى ذكر أمثلة لذلك: منهاج مادة التربية الإسلامية أنموذجا؛ نعم كتبت حوله بحوث كثيرة في المراكز الجهوية وغيرها لكن الحصيلة للمنهاج كآفاق للتطوير ضعيفة.
-
الإشكالية الثانية: عدم وجود تحفيزيات مادية ومعنوية لنشر الأبحاث التربوية المتميزة: فالبحث التربوي لا يتم تحفيزه وتقييمه لكي نصل به إلى المطلوب الذي ينبغي أن يكون عليه؛ بل يبقى في الأرشيفات دون الاستفادة منه تخطيطا وتدبيرا وتقويما، وأرجعت السبب في ذلك إلى غياب التنسيق الفعلي بين المراكز والأكاديميات ومؤسسات التربية والتعليم بمختلف مستوياتها، وأكدت على أنه ينبغي الابتعاد عن الحزازات الفردية التي لا تفيد، ومن الواجب لم شمل البحث التربوي إذا كنا حقا نريد الصلاح والإصلاح للمنظومة التعليمية والتربوية.
3.الإشكالية الثالثة: إشكالية صياغة البحث عند بعض الباحثين من الأساتذة: حيث تغيب العناصر الأساسية للبحث: الإشكالية، والهدف، والنتائج.
وختمت المحاضرة مداخلتها بالحديث عن بعض الآليات الناجعة لتطوير البحث التربوي منها:
اطلاع الباحث على الوثائق التربوية التي تحمل صيغة ذات الأولوية. ثم استعمال وسائل التحليل التي تعتمدها الوزارة مثل: تحليل المضمون والاستمارة.، والعمل على نشر البحوث الأكاديمية بعد تنقيحها وتجويدها سواء الجهات الفاعلة او الداعمة، وتشبيك الفرق البحثية وإحداث نسيج وطني منسجم يهدف الى الحد من الإكراهات التي يعاني منها البحث التربوي في بلدنا العزيز.
وفي المداخلة العلمية الثانية التي تفضل بها ذ. الباشر المقدم الموسومة بـ : “مراحل وخطوات البحث التربوي والاجتماعي “؛ قسم فضيلته المداخلة إلى محورين:
المحور الأول : المفهوم والأهمية والأهداف، وكيفية اكتساب المهارة البحثية: عرج فيه بشكل مختصر عن المفهوم المصطلحي للبحث التربوي وقال عنه بأنه: مجهود نسقي للفهم يتولد عن حاجة أو صعوبة تم الوعي بها، ثم أهمية البحث التربوي وذكر أنه يكمن في ما مدى الحاجة إليهـ، وتلك النسقية المرنة بين مراحله وخطواته إلى أن يصبح في حلة جيدة ترضي القاري، وأما على مستوى الأهداف حددها في خمسة:
-
تظافر الجهود بين العلوم والمعارف 2. معرفة المربي 3. المناهج.4. النظام التربوي 5. معرفة الحلول المقترحة من الغير : الماضي والحاضر .
أما عن كيفية اكتساب المهارة لدى الباحث الأكاديمي جعلها في:
فلا بد من اطلاعه وقراءاته للمؤلفات المنجزة في البحث والبحث التربوي على وجه التحديد، وضرورة تكثيف الجهود لتطوير البحث التربوي.
ثم انتقل في المحور الثاني للحديث بشكل موجز عن خطوات البحث التربوي هي على الشكل الآتي:
1.اختيار موضوع البحث، عنوانه وسؤال الانطلاق: وهذه الخطوة تحتكم إلى معايير منها: إمكانية التحقق، والتوفر على الموارد المتاحة وغيرها من المعايير التي تعطي للموضوع قيمة علمية.
-
سؤال الانطلاقة: ذلكم الموجه للبحث والوسيلة التي تساعد الباحث لكي ينطلق انطلاقا سليما للوصول إلى سليمة ومرضية.
3.الاستكشاف: قصد بها القراءة الهادفة والخادمة للموضوع، وبعد القراءة تأتي المقابلات العلمية من أساتذة متخصصين ومراكز علمية لبناء الأفكار البحثية في مجال البحث العلمي.
4.بناء الإشكالية البحثية: البناء المنهجي والمعرفي والرقي الفكري.
-
صياغة الفرضيات البحثية التي تلائم الإشكال المطروح بشكل دقيق وواضح.
6.النزول للميدان: قاصدا بذلك الاستنباط الواقع من أجل بناء فكر عملي تربوي عميق.
7.تحليل المعطيات المجمعة .
-
الاستنتاج والتوصيات.
وختم الأستاذ المحاضر محاضرته بخلاصة مركزة عن موضوعه، مؤكدا أن خطوات البحث التربوي تتطلب البعد النظري والاستشرافي منهجيا وعمليا لما سيحققه إِن أُسس وفق ضوابط ومعايير علمية متبعة من بدايته إلى نهايته.
بعد تجديد ميسر النشاط التكويني الشكر للأساتذة المتدخلين على ما قدموه، فتح المجال للتفاعل مع الحضور الكريم، الذي طرح أسئلة عميقة تنم عن تهمم بمجال البحث العلمي والتربوي. تفاعل معها ضَيْفَا الأمسية التكوينية بشكل جيد.
وأكدت السيدة المحاضرة، والأستاذ المحاضر على أهمية ما تقوم به أكاديمية الدراسات الفكرية والتربوية من أنشطة علمية أكاديمية خدمة للباحثين وللبحث العلمي الجاد والرصين.
وخُتم اللقاء في يومه الثاني لدورة مناهج البحث في نسخته الثانية بشكر الأساتذة المتدخلين على محاضرتهم القيمة، وتفاعلهم الجيد، واللجنة المنظمة والتقنية، والتذكير ببرنامج الدورة طيلة شهر رمضان المعظم، والحصة التأطيرية ليوم الاثنين 12 رمضان 1444هـ الموافق ل03 أبريل 2023م.