القيم القرآنية الحاكمة للتربية وأثرها في تعزيز الأمن التعليمي

1 625

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

أما بعد، فلا خلاف في أهمية التربية في تكوين الإنسان ورسم معالم هويته الحضارية. فهي أهم عملية يخضع لها الإنسان في حياته وعليها يتوقف نموه, وهي سبب من أسباب رقي الأمم ،لذلك  فهي تنبثق من فلسفة محكمة تبين للمربين معالم الطريق. وعليه فالقران الكريم هو كتاب تربية وتوجيه كما هو كتاب عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاق بل هو دستور هذه الأمة ترجع إليه في كل أحوالها ، فهو للمسلم كنز عظيم من كنوز الثقافة الإنسانية ولا سيما الروحية منها وهو أول ما يكون كتاب تربية وتهذيب على وجه العموم، وكتاب تربية اجتماعية وأخلاقية على وجه الخصوص، ونظرا لأن  فاعلية واستقامة البرامج التربوية وتأثيرها في سلوك الناشئين يعتمد اعتماداً كبيراً على القيم ،فإن الرجوع إلى القرآن  باعتباره  مصدرا تربويا  لا يعتوره نقص سيمكننا من  منهاج متكامل إن طبقناه أعطانا الأفضل والأمثل والأكمل, ونظرا لأهمية التربية القرآنية في علاج كثير من الإشكالات القيمية التي أصبحت تعاني منها المجتمعات العربية و الإسلامية فالسؤال العالق : ما القيم القرآنية الحاكمة للتربية؟وما دورها في تعزيز مفاهيم الأمن التعليمي؟

إن الوقوف عند القيم القرآنية الحاكمة للتربية هدفه :

  • إظهار أن القرآن الكريم يحدد أهداف التربية وغايتها.
  • بيان أن القرآن الكريم يضع المبادئ والمقومات التي تعتمد عليها التربية.
  • الإصلاح الشامل للفرد والمجتمع ينطلق من التربية القرآنية

بيان دور القيم القرآنية في تعزيز مفاهيم الأمن التعليمي

بيان أن الأمن التعليمي ينطلق  من وضع مناهج تقوم على قيم قرآنية حاكمة

ولمعالجة هذا الموضوع قسمته إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: دراسة المفاهيم

المبحث الثاني : القيم القرآنية الحاكمة  للتربية : أسس ومرتكزات

المبحث الثالث: القيم القرآنية الحاكمة  للتربية ودورها في تعزيز الأمن التعليمي

المبحث الأول: دراسة المفاهيم

القيم القرآنية الحاكمة :

هي المبادئ الدستورية القادرة على توليد المواد الدستورية والقواعد القانونية لتكون منطلقا لبناء الأحكام على ضوء المستجدات التي يعرفها الواقع وتعد مقياسا لسائر أنواع الفعل الإنساني ولجميع الآثار المترتبة عليه في الدنيا والآخرة، ولها حضور في سائر المفاهيم الأخرى، تزودها بالمعنى وتحدد وجهتها وقبلتها، وتسدد كثيرًا من آليات اشتغالها.

وقد حددها  الأستاذ طه جابر العلواني في ثلاثة و هي التوحيد و التزكية والعمران و اعتبرها كليات قطعية تنحصر مصادرها في المصدر الأوحد في كليته و إطلاقه وقطعيته وكونيته ألا و هو القران الكريم[1].

ونوه إلى أن هذه القيم القرآنية لا زالت في حاجة إلى استكمال البحث وتعميق النظر كي تستوعب جميع الأحكام الشرعية بل تكون أساسا لكل اجتهاد قد تكون الأمة في حاجة إليه

           التربية:

 لغة :تأتي كلمة التربية بمعنى التنمية والزيادة والتنشئة فيقال  :

  • رب يرب بوزن مد يمد بمعنى أصلحه و تولى أمره
  • ربى بربى على وزن خفى و معناها نشأ و ترعرع
  • ربا بربو بمعنى زاد و نما

واصطلاحاً: عرفها  أحمد عمر في كتابه فلسفة التربية في القرآن بأنها:” تنمية الوظائف الجسمية، والعقلية, والخلقية, والجمالية, والترويحية,   والدينية , والاجتماعية لدى الإنسان؛ كي تبلغ كمالها عن طريق التدريب والتثقيف وأنها علم يبحث في أصول هذه التنمية ومناهجها، وعواملها الأساسية وأهدافها[2]

وعليه فالتربية في القران الكريم هي التي تأخذ بلبّ المرء فتجعله يرتقي من حال إلى أحسن ، في العمل والمعتقد ونحوهما، وفي ذلك  يقول الراغب الأصفهاني: التربيةُ إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام [3] ،

لقد جاء القران الكريم بأهم المنطلقات لفلسفة التربية من خلال تأكيده على  :

1- وجوب وجود الخالق بأسلوب منطقي وأزلية وجود الخالق سبحانه و تعالى و صفاته و أسمائه

2-توضيح كيفية خلق الكون وموجوداته و علة هذا الخلق و سنن ضبطه و قوانينه و تسخيره للإنسان

3-بيان الأمور الغيبية التي تتخطى حدود الحس البشري كالملائكة و الجن و صفاتهم

4-تحديد كيفية خلق الإنسان و ما أودع فيه من إمكانيات و قدرات لتمكينه من مهمة الاستخلاف

5-تقسيم الحياة إلى قسمين دنيا و أخرى

6-بيان المثل الأعلى لقوامة الحياة

7-ضرب الأمثلة من حياة المجتمعات الماضية

8-بيان أهمية العلم و المعرفة و قيمتها للإنسان

من هنا نقول:إن فلسفة التربية في القران الكريم هي جزء من فلسفة الإسلام الكلية عن وجود الإنسان و علاقته بالخالق و الكون و الحياة

الأمن التعليمي :

الأمن في اللغة يعني: “طمأنينة النفس وزوال الخوف، وأمن البلد يشير إلى اطمئنان أهله، وأمن الشر يعني السلامة منه” –وهو مقابل للفزع والخوف والروع ويكون في عالم الأفراد والجماعة وفي الحواضر والعمران وفي السبل والطرق وفي العلاقات  والمعاملات وفي الدنيا والآخرة[4]

  • وأدلة ذلك في القران والسنة كثيرة فقال تعالى :﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾([5]).
  • وفال عز وجل: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾([6]).
  • وقال تعالى ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾([7]) فالكفر بنعمة الله هو عدم استغلالها بشكل سليم وهو معنى التخلف اقتصاديا.
  • وصور الرسول الكريم كمال الغنى والرغد (الرفاهية) فى الحياة بتوافر ما يشبع الحاجات الإنسانية بنوعيها حيث جاء فى الحديث الشريف: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»([8]) وهكذا تتضح أهمية وضرورة الأمن وحاجة الإنسان إليه.

 

التعليم:

التعليم في اللغة هو من الفعل عَلّم، وعَلّمه الشيء تعليماً فتعلّم، ومنه قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[9].

أما في الاصطلاح التربوي فهو تبليغ مجموعة منظمة من الأهداف والمعارف  والمهارات أو الوسائل واتخاذ قرارات تسهل تعلم فرد ما داخل وضعية بيداغوجية معينة [10]
ولما كانت العملية  التعليمية عملية مركبة من عناصر متعددة غير قابلة للتجزئة أو الانقسام وهي :المعلم والمتعلم والمحتوى والفضاء،  حيث إن كل عنصر من هذه  العناصر يؤدي دورا  لا يمكن للعناصر الأخرى أن  تؤديه  أو أن تقوم به  أو أن تعوضه، فالمقصود بالأمن التعليمي هو الطمأنينة التي تنفي الخوف والفزع من العملية التعليمية بجميع مكوناتها من التلميذ والمعلم والمنهاج والفضاء المدرسي

وعليه فالسؤال العالق :كيف للقيم القرانية الحاكمة للتربية أن تحقق الأمن التعليمي؟

للإجابة عن هذا  السؤال لابد من معرفة أثر القيم القرآنية في كل مكون من مكونات العملية التعليمية لتكون الإجابة عن الأسئلة الآتية هي صلب البحث وأساسه وهي:

ما أثر القيم الحاكمة للتربية في تحقيق أمن المعلم و المتعلم ؟

ما أثر القيم الحاكمة للتربية في صياغة منهاج تربوي مفعم  بالأمن؟

ما دور القيم الحاكمة في تحقيق أمن الفضاء المدرسي  ؟

المبحث الثاني:القيم القرآنية الحاكمة للتربية:  أسس ومرتكزات

تتأسس القيم القرآنية الحاكمة على أسس أربعة وهي القيم الإيمانية والقيم الإنسانية والقيم الأخلاقية و القيم العمرانية وهذا ما سنحاول تفصيله في هذا المبحث

1-القيم الإيمانية

يعتبر التوحيد أول مقاصد الشارع، وأصل القيم القرآنية الحاكمة، فهو يوضح حدود وأبعاد الدور الإنساني في هذا الوجود. وفي الوقت نفسه يحقق قدرة كبيرة على صياغة المفاهيم الضرورية لبناء فاعلية الإنسان،

إن مقتضى الإقرار بالتوحيد ينطلق من الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- ربا وحاكما ومصدرا للتشريع ليكون موجِّه الأمة نحو البناء؛ والروح التي ترتقي بالإنسان لأداء دوره الحضاري، وعليه  فالإيمان بالله تعالى إيمانا حقا يجعل شهود القيم حاضرا  في مختلف الآيات، فيكون الفعل الإنساني فعلا منسجما مع الفطرة و سنن الكون فيحقق الإنسان ذاته السوية في أبعادها الفردية والجماعية، إن القيم الإيمانية تجعل مهمة الإنسان في هذا الكون مهمة غائية،فينطلق منها للقيام بدور الاستخلاف و التعمير  قال تعالى : أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون [11] وعليه فالتعمير في المنظور الإسلامي لا يمكن أن يحقق مقاصده إلا من منطلق التوحيد.

وتأسيسا على ما سبق ، فالإيمان بالله هو أعظم مقوم في التربية، يتجلى ذلك في  آثاره النفسية والخلقية والاجتماعية، العائدة على الفرد و المجتمع ،ذلك بأن الإيمان يجعل الفرد يشعر بالاطمئنان النفسي لأن  حياته ورزقه بيد الله و بالقوة والعزة والكرامة لأنه يستمد قوته من الله ، ويمكنه  من تقويم سلوكه وتهذيب نفسه،  لأن الله مطلع على عمله عليم بما يجول في نفسه ،ولا شك أن كل ذلك له آثاره المجتمعية .

يقول وليم جيمس:” الإيمان من القوى التي لا بد من توافرها لمعاونة المرء على العيش وفقدها نذير بالعجز عن معاناة الحياة” ويقول:” إن بيننا وبين الله رابطة لا تنفصم فإذا نحن أخضعنا أنفسنا لإشرافه – سبحانه وتعالى- تحققت كل أمانينا”

2-القيم  الإنسانية:

كرم الإسلام الإنسان و جعله خليفة في الأرض بما أودعه فيه من خصائص تميزه عن باقي المخلوقات  قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا[12]

يقول الشيخ الطاهر بن عاشور:  فالتكريم منظور فيه إلى تكريمه في ذاته والتفضيل منظور فيه إلى تشريفه فوق غيره على أنه فضله بالعقل الذي به استصلاح شؤونه ودفع الأضرار عنه وبأنواع المعارف والعلوم [13].

لقد اعتنى الخطاب القرآني  بالإنسان عناية خاصة  يقول  الدكتور القرضاوي : ‘إن كل  دارس للإسلام في كتابه و سنة رسوله يتبين له بجلاء أنه وجه عناية بالغة إلى الجانب الإنساني و أعطاه مساحة رحبة من رقعة تعاليمه و توجيهاته و تشريعاته[14].

وبالرغم من هذا الاهتمام ، فقد شق على الباحثين تعريف الإنسانية،  يقول  الأستاذ عبود: “ولا تعريف للإنسانية سوى أنها الإنسانية ، فالإنسانية غنية عن كل تعريف و أي تعريف لها يؤدي إلى غموض أكثر مما يؤدي على إلقاء الضوء عليها “[15].

ومهما يكن من صعوبة التعريف فقد حاول بعض الباحثين الإحاطة بالمصطلح ، فعرفها الفيروز أبادي”  بأنها خلاف البهيمية وجملة الصفات التي تميز الإنسان أو جملة أفراد النوع البشري التي تصدق عليها هذه  الصفات “[16] و الدكتور عبود” بأنها مجموعة من الملكات والمواهب الفطرية التي تدرس منفصلة إحداها عن الأخرى بغرض الدراسة وحدها ولكنها بطبيعتها متداخلة ومتكاملة ومتفاعلة ليصدر عنها مجتمعة ذلك السلوك الكلي المعقد و المادي و الروحي و النفسي و الاجتماعي  الذي به تعرف الشخصية في خارج إطارها المادي ” [17] والذي نخلص إليه بعد الجمع بين التعريفين أن الإنسانية هي مجموعة من المواهب و الملكات التي تميز الإنسان عن غيره ،مواهب تدل على طبيعته و حقيقته وصفته و دوره الذي أنيط به.

وعليه  فقد كرم القران الإنسان حينما نظر إليه  نظرة  تقوم على فكرة الاستخلاف  وكذلك حينما  منحه السمع والبصر والعقل كأدوات للعلم  ومنحه حرية الإرادة كأداة للعمل ،لذلك كان  الإنسان في  المنظور ألقراني  هو  الذي تتكامل عنده علوم الشريعة وعلوم الطبيعة ويؤمن بالتوافق بين العلم والدين ,بل هو  الذي ينتصر لقيم العدل والتسامح ويتعامل مع الآخرين تعاملاً يقوم على التسليم العقلي والنفسي بوجود الآخر والاستعداد للتعايش معه , واحترام حقوقه وحرياته وأن الاختلاف إنما هو رحمة من الخالق بعباده ومظهر ثراء حضاري

لذلك فالإنسان الايجابي هو ذلك الإنسان  المؤهل القادر على خدمة مجتمعه المتمتع  بالمهارات الحياتية والتعليمية والتدريبية الضرورية ومهارات التعاون والتواصل والتفاعل الإيجابي مع الوسط الاجتماعي , الجامع بين التفكير النقدي والتحليلي الذي يساعد في التعرف على المشكلات ووضع الحلول المناسبة لها .

إن مظاهر الإنسانية في التربية القرآنية عديدة نذكر من بينها مايلي :

الاعتراف بالفطرة:

خلق الله تعالى الإنسان مزودا بفطرة هي مجمع الملكات و المواهب و المشاعر والأحاسيس

ففطرة الإنسان هي البنية التي خلق عليها الإنسان في بعديها المادي والروحي[18]

يقول الشيخ الطاهر بن عاشور: الفطرة الخلقة أي النظام الذي أوجده الله في كل مخلوق، ففطرة الإنسان هي ما فطر أي خلق عليه الإنسان ظاهرا و باطنا أي جسدا وعقلا [19]

فإذا صرفت إلى الخير كان للفرد و لمجتمعه نصيب منها و إذا صرفت اتجاه الشر كان له و للمجتمع كفل منها.

إن التربية تحتاج إلى الاعتراف  بالفطرة و توجيهها و التعامل وفقها لتكون مستجيبة لحاجات الإنسان الجسمية والعقلية و النفسية فيؤدي دوره على أكمل وجه

حرية الاختيار:

اعتبر الشرع الحرية مقصدا من مقاصده و حذر من الاعتداء عليها لما في ذلك من استنقاص لإنسانية الإنسان و هدر لما يجب أن يقوم به من مهمة الاستخلاف والتعمير

وتأسيسا على ذلك جاء الخطاب القرآني بأحكام كثيرة تهدف إلى حفظ حرية الإنسان يقول الشيخ الطاهر بن عاشور: إن استواء أفراد الأمة في تصرفهم في أنفسهم مقصد أصلي من مقاصد الشريعة وذلك هو المراد بالحرية. [20]

وإذ جعل الخطاب القرآني الحرية مقصدا من مقاصده  ،فقد جعلها أصلا في التربية  وذلك من خلال

تحرير الإنسان داخلياً من عبوديات الشهوة وتحريره خارجياً من عبوديات الأصنام، سواء أكان الصنم أمّة أم فئة أم فرداً بل وتحريره في  مجال السلوك العملي  حيث وضع  الكون بأسره تحت تصرفه وحرّيته، حرّية محدودة بالحدود التي تجعلها تتفق مع تحرّره الداخلي من عبودية الشهوة وتحرّره الخارجي من عبودية الأصنام،

إن التربية على قيمة حرية الاختيار من المداخل التربوية التي تجعل الإنسان فاعلا في الكون محققا أسمى معاني الإنسانية فيترك بصمة العمران التي أمر به الشارع الحكيم

المشاركة في التعمير و ترك بصمة الاستخلاف:

من أسس  تكريم الإنسان و ضمان إنسانيته، فهم الوجود و ترك بصمة  العمران ، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الناس عبثا دون هدف بل كلفهم  بمهمة التعمير الذي تتطلب التعاون و التكافل و الاحترام و  التقدير قال تعالى:” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون” [21]، لذلك كان  التعمير بمختلف مستوياته ضامن لإنسانية الإنسان لما يضمنه له من تحقيق حمل الأمانة التي كلف بها  قال تعالى:” إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال  فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان  إنه كان ظلوما جهولا”[22]

إن غرس مفاهيم العمران يشكل لبنة من لبنات التربية القرآنية، ليمنحه شحنة قوية لأداء مهمة الاستخلاف على أحسن وجه وهذا ما سنعرضه في القيمة الرابعة من القيم الحاكمة

3-القيم  الخلقية

تعد القيم الخلقية حجر الزاوية في الخطاب القرآني، فالمثل والكمالات الخلقية لها المقام الأول في التشريع و هذا ملاحظ في كثير من الأحكام الشرعية ، حيث نجد مزاجين ، الخلق والتشريع كما هو الشأن بالنسبة للعدل و الإحسان و الاقتضاء و التسامح [23]

وعليه فالأحكام الشرعية لها جانبان ، جانب أصولي و جانب أخلاقي ، و هذا الوجه الأخلاقي كما أشار إلى ذلك الدكتور طه عبد الرحمان ينحصر في أوصاف ثلاثة :

1-مراقبة المعنوية عن طريق الوازع النفسي للإنسان

2-ضبط السلوك في باطن أعماله الشيء الذي يعود بالصلاح أو الفساد عليه و على غيره

3-توسل الوجه الأخلاقي بالتعليل الغائي في بيان أحكامه و ترتب بعضها على بعض

إن اهتمام الشارع بالباعث النفسي و المبادئ الخلقية و المثل العليا ، هدفه تطهير الباعث كي لا يحرك الإرادة إلى تحقيق غايات غير مشروعة تناقض مقاصد الشارع

لذلك ارتبطت الأحكام الشرعية ببعدها ألمقاصدي ارتباطا وثيقا، إذ إن قبول الأعمال و ترتب الثواب عليها يدور مع القصد وجودا وعدما ، فكلما أحسن العبد مقصده وصح باعثه كان سببا لقبول عمله ومضاعفة أجره وكلما ساء قصده كان سببا في إحباط عمله  قال صلى الله عليه و سلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى  فمن كانت هجرته لله و رسوله فهجرته لله و رسوله و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته لإلى مات هاجر إليه )[24]

فالإمام الشاطبي في حديثه عن مقاصد المكلف في التكليف بين البعد الأخلاقي في مقاصد المكلف مشيرا إلى أهميتها في التصرفات و السلوكيات حيث يقول :(الأعمال بالنيات و المقاصد المعتبرة في التصرفات من العبادات و المعاملات )[25]

ويظهر البعد الأخلاقي جليا في قصد المكلف من خلال موافقة قصد المكلف لقصد الشارع في التشريع : فكل من ابتغى في تكاليف الشريعة غير ما شرعت له فقد ناقض الشريعة وكل من ناقضها فعمله في المناقضة باطل ، فمن ابتغى في التكاليف ما لم يشرع له فعمله باطل [26]أ

هذه القاعدة من شأنها أن تدفع المكلف و توجهه نحو السلوك الأخلاقي السليم لعلمه أن التكاليف إنما وضعت في أساسها تحقيقا لمصلحة المكلف الخاصة والعامة دنيا وآخرة

وعليه فالأخلاق هي مظهر التربية وثمرتها المباشرة.يقول  الإمام الغزالي:” التربية إخراج الأخلاق السيئة وغرس الأخلاق الحسنة”. والمتدبر للقرآن الكريم يتأكد له أهمية البعد  الأخلاقي  وذلك من خلال دعوته  إلى تقوى الله، والصدق، والعدل، والتسامح، والصبر، والصفح، وكظم الغيظ، والتواضع، والرحمة، والمحبة، والبذل، والتضحية، والجهاد وكذلك من خلال شجب  الظلم، والطغيان، والكذب، والنفاق، والعدوان، والبخل، والغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، والتجسس, يقول  ابن القيم: “الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين[27] إن  التربية المبتورة عن الأخلاق  هو تكريس  لانتشار الفساد والجريمة بشكل أوسع وبهذا فلا صلاح للعالم إلا بما دعا إليه القرآن الكريم  من التمسك بالأخلاق الحميدة. ولا نجاح للتربية حتى تقوم على أسس العقيدة والعبادة والأخلاق[28]

4– قيم العمران

ورد في القرآن الكريم ما يفيد الإعمار والتعمير، بألفاظ وعبارات متعددة  مثل: ﴿اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها﴾، و(عَمَرُوها) أي الأرض، ﴿عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ﴾، ﴿أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، فهذه العبارات وغيرها كلّها تفيد تعمير الإنسان لمنطقة معينة بقصد العيش وعبادة الله -عزَّ وجلَّ-، كما في قوله تعالى: ﴿هوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾[29][30]

إن الإنسان في إطار رؤية القرآن الكلية لا يسعى في قيامه بفعل العمران إلى إشباع إرادته الخلاقة، بل إلى الاستجابة لإرادة الله تعالى في الكون، والقيام بالربط بين الموجودات وتوجيه العلاقة بينها باتجاه تلبية مراد الله تعالى، وتأسيسا على ذلك تصير عملية إعادة البناء عبادة لله وطاعة له، ومنزلا لتحقيق تكامل هذا الإنسان الخليفة في كافة الأبعاد الروحية، والعقلية، والقلبية، وليست عملية غزو للطبيعة، ولا قهر لها[31]

إن عملية العمران هي عملية شاملة تشمل الإنسان الفرد كما تشمل المجتمع كله وهذا ما يشير إليه الماوردي في كتابه أدب الدنيا و الدين حيث يقول  : فَوَجَبَ سَتْرُ أَحْوَالِهَا ، وَالْكَشْفُ عَنْ جِهَةِ انْتِظَامِهَا وَاخْتِلَالِهَا ، لِنَعْلَمَ أَسْبَابَ صَلَاحِهَا وَفَسَادِهَا ، وَمَوَادَّ عُمْرَانِهَا وَخَرَابِهَا ، لِتَنْتَفِيَ عَنْ أَهْلِهَا شِبْهُ الْحَيْرَةِ ، وَتَنْجَلِيَ لَهُمْ أَسْبَابُ الْخِيَرَةِ ، فَيَقْصِدُوا الْأُمُورَ مِنْ أَبْوَابِهَا ، وَيَعْتَمِدُوا صَلَاحَ قَوَاعِدِهَا وَأَسْبَابِهَا.

وَاعْلَمْ أَنَّ صَلَاحَ الدُّنْيَا مُعْتَبَرٌ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَوَّلُهُمَا مَا يَنْتَظِمُ بِهِ أُمُورُ جُمْلَتهَا .وَالثَّانِي : مَا يَصْلُحُ بِهِ حَالُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِهَا .فَهُمَا شَيْئَانِ لَا صَلَاحَ لِأَحَدِهِمَا إلَّا بِصَاحِبِهِ ؛ لِأَنَّ مَنْ صَلُحَتْ حَالُهُ مَعَ فَسَادِ الدُّنْيَا وَاخْتِلَالِ أُمُورِهَا لَنْ يَعْدَمَ أَنْ يَتَعَدَّى إلَيْهِ فَسَادُهَا ، وَيَقْدَحَ فِيهِ اخْتِلَالُهَا ؛ لِأَنَّ مِنْهَا مَا يَسْتَمِدُّ ، وَلَهَا يَسْتَعِدُّ .وَمَنْ فَسَدَتْ حَالُهُ مَعَ صَلَاحِ الدُّنْيَا وَانْتِظَامِ أُمُورِهَا لَمْ يَجِدْ لِصَلَاحِهَا لَذَّةً ، وَلَا لِاسْتِقَامَتِهَا أَثَرًا ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ دُنْيَا نَفْسِهِ ، فَلَيْسَ يَرَى الصَّلَاحَ إلَّا إذَا صَلَحَتْ لَهُ وَلَا يَجِدُ الْفَسَادَ إلَّا إذَا فَسَدَتْ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ نَفْسَهُ أَخَصُّ وَحَالَهُ أَمَسُّ[32]

فصلاح الفرد وقدرته على التعمير هو صلاح للمجتمع، وصلاح المجتمع هو صلاح للفرد كذلك، لذلك فقد اعتبر الماوردي أن ما تصلح به الدنيا قواعد أساسية هي : دين متبع وسلطان قاهر ، وعدل شامل و أمن عام و خصب دائم ،وأمل فسيح  وأن ما يصلح حال الإنسان ثلاثة أشياء ” نفس مطيعة وألفة جامعة و مادة كافية [33]

إن الحديث عن صلاح الفرد و قدرته على التعمير  التي أشار إليها الماوردي هو أساس التربية التي  تأخذ بلبّ المرء فتجعله يرتقي من حال إلى أحسن ، في العمل والمعتقد ونحوهما فيكون مساهما  في توجيه الحضارة الإنسانية وصياغة أجوبة سديدة لمختلف ما يموج في الواقع من صراع فكري بين تيارات مختلفة تريد أن تبخس من التربية القرآنية

المبحث الثالث: القيم القرآنية الحاكمة  للتربية ودورها في تعزيز الأمن التعليمي

إن التربية القرآنية هي  تربية شاملة للفرد و المجتمع فهي تنظر إلى البناء  النفسي و الجسمي و العقلي للفرد،

وتنظر إلى أدواره المجتمعية كذلك، لذا فاستحضارها في العملية التعليمية  سيمكننا من علاج كثير  من الإشكالات القيمية ، بل من الإجابة عن الأسئلة الأربعة التي عرضناها من قبل ،والمتمثلة في أثرها في العملية التعليمية بجميع مكوناتها، فالقيم الإيمانية تجعل من  الإيمان بالله أعظم مقوم في التربية، كما أن القيم الإنسانية تكرس مفهوم التكريم الذي خص به  الإنسان من خلال قيم الاستخلاف  والعلم  والعمل أما القيم  التربوية فهي الثمرة المباشرة للتربية القرآنية . والتي تظهر في  تقوى الله، والصدق، والعدل، والتسامح، والصبر، والصفح، وكظم الغيظ، والتواضع، والرحمة، والمحبة، والبذل، والتضحية، والجهاد وكذلك من خلال شجب  الظلم، والطغيان، والكذب، والنفاق، والعدوان، والبخل، والغيبة، والنميمة، وشهادة الزور

ولا شك أن تكريس القيم الإيمانية و الإنسانية و التربوية يؤول إلى قيم عمرانية  ما أحوج المجتمع إليها في ظل صراع فكري يريد أن يبخس من هذه التربية.

لذلك فالسؤال الذي نود الإجابة عنه هو:ما أثر هذه القيم في تحقيق الأمن التعليمي؟

1-القيم الإيمانية ودورها في تعزيز الأمن التعليمي

إن الحديث عن دور القيم الإيمانية في تعزيز الأمن التعليمي يستلزم الكشف عن أثر هذه القيم في كل مكون من مكونات العملية التعليمية، وعليه لابد من بيان أثر القيم الإيمانية في تعزيز الأمن لدى المتعلم والمعلم والفضاء المدرسي والمنهاج الدراسي .

أ-القيم الإيمانية وأثرها في تعزيز أمن  المعلم والمتعلم

ترتبط عملية التعليم ارتباطا وثيقا بالمدرس إذ هو أساس هذه العملية وقطب الرحى فيها ،وعليه فقد يشترط فيه مجموعة من الشروط تؤهله لأداء وظيفته على الوجه الأكمل ،وهي شروط أغلبها مرتبط بالمهنة ومدى تمكنه من التواصل بمحيط المدرسة الداخلي والخارجي،إلا أنه وبالرغم من ذلك فلا زال كثير من الأساتذة يعانون من فزع رهيب أثاء قيامهم بمهمتهم وقد يكونون سببا في عدم خلق الأمن داخل فصولهم من خلال تعنيفهم لتلاميذهم.

لذلك فالقيم الإيمانية تجعل مهنة التدريس مهنة رسالية يبتغي بها  المعلم وجه الله تعالى، ولا شك أن ذلك قد يغير حتما علاقات التلاميذ به ،فكثير من أسباب العنف وعدم الأمن قد تنجم عن التمييز بين التلاميذ وعدم احترامهم بل وعدم الاشتغال معهم كما يجب.

لذلك أعتقد أن البعد الإيماني عند المعلم قد تجعله يشتغل في أمن وأمان وغيابه سبيل لسقوطه في أشكال اللاأمن والخوف .

أما  التلميذ فقد يعاني من عوائق متعددة قد تهوي به إلى مزالق الانحراف والاضطراب النفسي المفضي  إلى سلوكات مرضية ،وهذه العوائق قد تكون سوسيولوجية أو سيكولوجية أو حركية  أوتربوية فالاضطرابات النفسية التي يعيشها المتعلم والتي قد تكون ناجمة عن الرفض الداخلي والرغبة في فرض الذات كشخصية مستقلة أمام المجتمع كله،والصعوبات المتعلقة بأشكال التعبير الشفوي و الكتابي قد تجعل المتعلم يعيش صعوبات في النشاط التعليمي تأتي في مقدمتها تشتت الانتباه وغياب التركيز وعدم الصبر وعدم الارتياح إضافة إلى مشاعر القلق والتوتر والاضطراب .

لذلك فالقيم الإيمانية  تجعل التلميذ يشعر بالاطمئنان النفسي لأنه يستمد قوته من الله ، بل تمكنه من تقويم سلوكه وتهذيب نفسه،  لأن الله مطلع على عمله عليم بما يجول في نفسه ،ولا شك أن كل ذلك له أثره على سلوكه التعليمي،فتجده  يراقب  الله تعالى في كل حركاته وسكناته ،فلا يعتدي على زملائه ولا على أساتذته ولا على الفضاء الذي يعيش فيه.

إن القيم الإيمانية هي محضن خصب لبناء الأمن النفسي لدى المتعلمين ولاشك أن ذلك سيعالج كثيرا من الإشكالات التي قد تهوي بهم إلى عالم العنف والاضطراب والخوف .

ب-القيم الإيمانية في  المنهاج الدراسي وأثرها في تعزيز الأمن التعليمي

المنهاج هو مجموعة منسجمة من المحتويات ووضعيات التعلم المشتغلة وفق نظام متدرج بشكل معين  ويشمل تعريف المجتمع المستهدف والغايات والأهداف والمحتويات ووصف نظام التقييم وتخطيط الأنشطة والآثار المتوقعة المرتبطة بتعديل مواقف وتصرفات الأفراد المستهدفين بالتكوين [34]

ويقوم كل منهاج على فلسفة تربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع وتتصل بها اتصالاً وثيقاً ، وتعمل المدرسة على خدمة المجتمع عن طريق صياغة مناهجها وطرق تدريسه في ضوء فلسفة التربية وفلسفة المجتمع معاً.

ونقصد بفلسفة المجتمع ذلك الجانب من ثقافة المجتمع المتعلق بالمبادئ والأهداف والمعتقدات التي توجه نشاط كل فرد، وتمده بالقيم التي ينبغي أن يتخذها مرشداً لسلوكه في الحياة.

ولما كان  القرآن هو دستور الأمة و مصدر حضارتها .فلاشك أن التخطيط للمناهج التربوية في ضوء المبادئ والأهداف التربوية الايمانية سيحقق أمنا لجميع المتدخلين في العملية التعليمية ،فمنظور القرآن الايماني للتعلم  يوازن بين قدوة المعلم ومحورية المتعلم ،لذلك  نجد طرق التدريس  في المنهج الإسلامي لم تغال في الحرية المطلقة لإكساب القيم بعيدا عن ضبط الموقف التعليمي بل انطلقت من المتعلم وجعلته محورا للعملية التعليمية واهتمت بالطرق التطبيقية كالقدوة وتمثيل المواقف وحرمت كل ما يؤثر في الأخلاق.

إن القران الكريم يقدم نظرة شاملة عن الإنسان حيث يهتم  بالجانب الجسدي والروحي والنفسي ،لذلك فالمنهاج الدراسي يجب أن يهتم بكل مكونات الإنسان الجسمية والنفسية والعقلية والروحية وذلك لتكوين إنسان صالح يشعر بالأمن ويساهم في تحقيق الأمن المجتمعي

وعليه فالمنهاج الدراسي المنبثق من النظرة الإيمانية سبيل لتكوين جيل آمن على نفسه حريص على تأمين مؤسسته ومجتمعه.

ج- القيم الإيمانية وأثرها في تعزيز أمن الفضاء المدرسي

فضاءات المدرسة هي المجال المحتضن لمختلف أنشطة الحياة المدرسية،[35]

ويمكن تصنيفها كما يلي:

فضاءات  داخل المؤسسة:ومنها

  • القاعات، ساحة المؤسسة، المرافق الرياضية ،المرافق الإدارية، مركز التوثيق والإعلام ،قاعة متعددة الاختصاصات، قاعة المداومة، قاعة الصلاة، المرافق الصحية ،قاعة التمريض، فضاء الأندية التربوية،المطعم المدرسي، القسم الداخلي ومرافقه…

فضاءات خارجية:ومنها

فضاءات مختصة (مراكز للتربية والتوثيق والعرض ومتاحف .، مؤسسات تعليمية عمومية؟، وخصوصية،أوساط طبيعية،مكتبات عمومية، مسارح ودور الشباب ومعاهد موسيقية، متاحف ومعارض ثقافية، وفنية،.منشآت اقتصادية (فلاحية، صناعية،،تجارية، سياحية،• أندية رياضية،مراكز ومعاهد تكوين…

لذلك وسعيا إلى جعل المؤسسات التعليمية قطبا جذابا، وفضاء وظيفيا مريحا، يتيح لمكونات

المجتمع المدرسي، من متعلمين وأطر تربوية وإدارية وشركاء المدرسة  توظيف إمكاناتهم وقدراتهم في مجالات التنظيم والتأطير والتنشيط التربوي والثقافي والرياضي والاجتماعي…، يتعين إيلاء فضاءات هذه المؤسسات التربوية والتكوينية الأهمية المطلوبة، والعمل على استغلالها بشكل عقلاني

يتيح للأنشطة المتنوعة إيجاد المكان والزمان المناسبين،  فالعمل على تدوين آيات قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة، وأمثال تدعو إلى الأخلاق الفاضلة، والتشبت بالمواطنة وقيم التسامح والتضامن كفيل بتحقيق الأمن ،كما أن الاهتمام بالمنظر العام لفضاءات المؤسسات التعليمية وتخصيص مراكز الإنصات، _والمصحات المدرسية…، كفيل بتحقق الأمن ،ولذلك فالباعث الإيماني كفيل بتحقيق أمن الفضاء المدرسي ،إذ مراقبة الله تمنع من الإتلاف والتحطيم بل تمنع من كل مظاهر التي تعوق الدرس التعليمي ، فالتعليم واجب شرعي يؤجر من حفظه ويأثم من أضر به.

من هنا نقول إن القيم الإيمانية كفيلة بتحقيق  أمن الفضاءات المدرسية .

2-القيم الإنسانية وأثرها في تحقيق الأمن التعليمي

يرتكز مفهوم الأمن الإنساني بالأساس على صون الكرامة البشرية وكرامة الإنسان بتلبية احتياجاته المعنوية بجانب احتياجاته المادية .

فمفهوم الأمن بهذا المنظور ينطلق أساساً من حماية الإنسان بصفته إنسانا بغض النظر عن جنسه ودينه ولونه

لذلك فلا خلاف في أن القيم الإنسانية أس لتحقيق الأمن التعليمي يمكن تفصيله على الشكل الآتي:

أ-القيم الإنسانية ودورها في تحقيق أمن المتعلم والمعلم

تتميز العلاقة (مدرس تلميذ) بطابع التقعيد ويعود ذلك إلى كونها تشكل مجموعة  علاقات مختلفة في مضامينها ومظاهرها متبانية من حيث أهدافها،ومتداخلة فيما بينها.إنها أولا علاقات إنسانية لأن تحققها يستدعي حضور وتفاعل العنصر الإنساني مجسدا في المدرس والتلميذ

إن العلاقة التربوية من حيث هي علاقة تعليم وتعلم وكما يلاحظ جون كلود فيلو عبارة عن تعامل تفاعلي إنساني يتم بين أفراد يوجدون في وضعية جماعة .ولهذا فالمشاركة الفعلية للمدرس والتلاميذ في سيرورة تعليمية تعلمية إنما تتم من منطلق كونهم ذواتا واقعية متمايزة ومتميزة، فالتلميذ مرتبط بوسط عائلي ومحيط اجتماعي يشكلان ملامح شخصيته،ويمتلك بنية نفسية خاصة به وإرثا بيولوجيا وثقافيا خاصا ويكون لكل ذلك تأثير لا على طريقة تعلمه فحسب ،بل على علاقاته بالمواد وبالمدرس وأقرانه وبصفة عامة على سلوكه وطريقة مشاركته وأسلوب انخراطه داخل المؤسسة،

ونفس الشيء بالنسبة  للمدرس إذ تشير العديد من الأدبيات التربوية إلى أن الاختلافات بين المدرسين كالعمر والجنس والتجربة في التعليم وسمات الطبع والمزاج  والتصورات عن الطفل تؤثر جميعها على أشكال التفاعلات ونوعية المناخ النفسي الاجتماعي داخل القسم[36]

لذلك فعلاقة التلميذ مدرس يجب أن علاقة قائمة على قيم الرفق والرحمة والشفقة والعدل والحرص على صلاح أخلاق التلاميذ يقول بن خلدون في هذا الشأن :ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين …سطا به القهر وضيق عن النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إلى الفساد وحمله على الكذب والخبث ..وعلمه المكر والخديعة[37]

من هذا المنطلق فالعلاقات الإنسانية  في العملية التعليمية التعلمية كفيلة بتحقيق أمن المعلم والمتعلم،

فيتحقق صون كرامتهما البشرية و تلبية احتياجاتهما المعنوية بجانب احتياجاتهما المادية .

ب-القيم الإنسانية في المنهاج التربوي وأثره في تحقيق الأمن التعليمي

إن الحديث عن الإنسانية في المنهاج الدراسي هو حديث عن إنسانية طرق ووسائل التدريس بل وأنشطة التعليم كذلك، فإذا كانت طرق التدريس إنسانية وأنشطة التدريس إنسانية وطرق التقويم إنسانية  والوسائل  إنسانية ،فلا حديث عن الخوف والاضطراب واللاأمن ،لذلك اعتقد أن استحضاره في صياغة البرامج والزمن المدرسي واختيار طرق التدريس كفيل بتحقيق الأمن التعليمي.

ج-القيم الإنسانية وأثرها تحقيق أمن الفضاء التعليمي

إن صون كرامة التلميذ والاعتراف بدوره ومشاركته في الأنشطة التعليمية التعلمية كفيل بحفظ مجموع فضاءات المدرسة الداخلية والخارجية،  ليصبح بعد ذلك الحفاظ على المؤسسة التعليمية مسؤولية جميع المتدخلين، يكرم من صانها ويعاقب من خانها ،ولذلك فالبعد الإنساني قد يمتد إلى الفضاء التعليمي باعتباره حاضنة الأنشطة والمشترك الذي تشترك فيه جميع الأجيال المقبلة على التعلم ،ولذلك نقول إن البعد الإنساني يجعل كل المشاركين في العملية التعليمية حريصين على الفضاء المدرسي ،فلا يعتدون عليه بل يصبغون عليه صبغة الجمال والإبداع تكريما لإنسانية الإنسان وحفظا للمسؤلية الملقاة على عاتق كل المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية  .

البعد الأخلاقي وأثره في تحقيق الأمن التعليمي

تعتبر الأخلاق ركيزة أساسية في التربية القرآنية لذلك فالسؤال الذي نود الإجابة عنه هو ما دور التربية الأخلاقية في تحقيق الأمن التعليمي ؟

أ-البعد الأخلاقي وأثره في تحقيق أمن المعلم والمتعلم

يعد القران الكريم أصل الأخلاق الإسلامية ومحضن التربية الفاضلة، لذلك فمن أدوار المعلم أن يعمل جاهدا لتنمية المفاهيم الأخلاقية لدى المتعلمين،والمتعلم يسعى جاهدا لاستمداد التربية من معلميه، فتتحقق التربية الأخلاقية سلوكا عمليا في المجتمع المدرسي عموما ، إن الأخلاق الفاضلة التي يتربى عليها الناس في المدرسة تنص مما لا مجال للشك فيه على توقير الكبير المتمثل في المعلم واحترام الصغير المتمثل في المتعلم فتتحقق الرحمة ويترسخ الحب ولا شك أن كل ذلك سبيل للشعور بالأمن والطمأنينة

إن نشرالوعي بالتربية الأخلاقية هدفه تحقيق الأمن والطمأنينة ،فلم يعد المعلم ناقل المعرفة وإنما تعدى ذلك لأن يكون مرب أخلاقي ومصلح اجتماعي ويتحقق ذلك بأمرين:

عدم تحويل التربية الأخلاقية إلى تلقين

تمكين التلاميذ من الاكتشاف بالخبرة والمحاولة والخطأ ووصولهم إلى المفاهيم الأخلاقية بحرية واستقلال

ب-القيم الأخلاقية في المنهاج الدراسي وأثره في تحقيق  الأمن التعليمي

تعرف التربية الأخلاقية بأنها التعليم الموجَّه نحو تقديم المعرفة والمهارات والاتجاهات اللازمة لاكتساب السلوك المقبول ( السلوك الحسن ) ، فهي تعنى بتزويد النشء بالقيم الأخلاقية التي يريد المجتمع غرسها في أبنائه ، كما تعنى بمعالجة السلوكيات المنحرفة ووقاية المجتمع من جرائم الأخلاق ، وهذه من أهم وظائف المدرسة التي تسعى إلى تحقيقها من خلال المواد الدراسية والأنشطة والمعلم ، وتتنوع الأساليب التي تقدم من خلالها التربية الأخلاقية للطلاب ، ومن أهمها :
القدوة الحسنة، وأسلوب الحوار، والتربية عن طريق المشاركة والممارسة العملية، وعن طريق غرس الإيمان بالرحمة الإنسانية، ويعتبر تضمينها ضمن أهداف ومحتوى المنهج المدرسي من أكثر الأساليب فاعلية.
فقد أثبتت نتائج الدراسات التربوية الحديثة فاعلية التربية الأخلاقية في غرس الأخلاق والقيم المثالية في نفوس الطلاب ، وتنمية القيم والأخلاق الإيجابية لديهم، كما أثبتت كذلك أن التربية الأخلاقية غير المباشرة والموجهة من خلال عدد من المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية والعملية يكون أكثر قابلية لدى التلاميذ ، كما أكدت على أهمية تضمين التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم بشكل تكاملي بأسلوبه الأفقي والرأسي ، والاهتمام كذلك بتضمين الأنشطة التربوية والعلمية التي تهدف إلى إكساب التلاميذ القيم الأخلاقية السامية ، وتساعد في الحد من المشكلات والجرائم الأخلاقية التي يقعون فيها ، وتزيد من استعدادهم للتعاون وتعميق احترام حقوق الآخرين في نفوسهم ، مع مراعاة مستوى النمو الأخلاقي والبدني والنفسي للطلاب.

إن التربية الأخلاقية الإسلامية تمتلك المقومات العالمية والأهداف السامية التي بتضمينها وتطبيقها في مناهجنا ومدارسنا وممارساتنا اليومية تستقيم حياتنا وتسمو أخلاقنا وتقل المشكلات والجرائم الأخلاقية في مجتمعنا ، وإذا أدرك المسؤولون عن التربية والتعليم والمعلمون والمعلمات القائمون بهذه الرسالة العظيمة ذلك وطبقوه في تربية وتعليم تلاميذنا حققت التربية الأخلاقية فاعليتها في وقائية المدرسة من المشاكل الأخلاقية ، والرقي بها إلى أعلى المستويات في الأخلاق.

ج-القيم الأخلاقية ودورها في تعزيز أمن الفضاء المدرسي

إن الأخلاق الفاضلة هي  رافعة أساسية لحماية الفضاء المدرسي من كل ما يضر به ، فالتربية على خلق الأمانة تجعل المتدخلين يحرصون كل الحرص على مؤسستهم، والتربية على الوفاء تجعل كل متدخل  يفي بكل التزاماته اتجاه مدرسته، أما التربية على البذل فتجعل التلميذ يسعى جاهدا لتطوير فضاءات مؤسسته ، إن التربية الأخلاقية هي القضية التي تنقص كثيرا من المتدخلين ،فلا يراقبون الله في مؤسستهم فيعمدون إلى التكسير والتحطيم والعدوان .

لذلك فالتربية الأخلاقية هي حامية للفضاء المدرسي وعاصمة له من كل ما يضر به

4-القيم العمرانية  وأثرها في تعزيز الأمن  المدرسي

إن صلاح العملية التعليمية والشعور بالأمن التعليمي ينطق من تبني القيم العمرانية في كل مكون من مكوناتها وهذا ما سنحاول تفصيله

أ-القيم العمرانية وأثرها في تعزيز أمن المعلم والمتعلم

هناك علاقة طردية بين التعليم والعمران البشري ،فالتعليم ينمي العقل على تحصيل العهلوم وينمي مواهب الإنسان وإبداعاته ،والتعمير هو ترك بصمة الإستخلاف في الأرض بالخير والصلاح .

إن قضية التعمير قضية مركزية في العملية التربوية ،إذ الغفلة عنها أدت إلى االاهتمام بأمور العبادات دون فقه الواقع والحياة ،ولاشك أن ذلك كان له أثره على الواقع التعليمي

إن استحضار مفاهيم التعمير في العملية التعليمية له أثر بارز في تكوين شخصية المتعلم الفاعلة بل من تغيير دور المدرس المقتصر على التلقين وشحذ الأذهان .

فالتلميذ وفق هذه المقاربة يكون أكثر فاعلية ،فهو تلميذ مبدع ينافح الاستبداد الفكري،ولا يرتضي التهميش والإقصاء،وهو مشارك في جميع الأنشطة التعليمية يعبر عن مواقفه ويتعلم من أخطائه.ولذلك فلا تكاد  تجد تلميذا يحمل كل هذه الطاقات الإبداعية مصدرا لللأمن المدرسي ،أما المعلم فهو صاحب صنعة تعتبر شرطا أساسا لكل عمران بشري،فتعليم الناس الخير سيساهم في تكوين عقلي جمعي ووعي مجتمعي ،وعليه فرسالة التعليم العمرانية تجعل المدرس يشتغل بسخاء إذ الاكتفاء بمهامه التدريسية لا غير غير كافية في تحقيق العمران المنشود.

إن تشبع كل من المعلم والمتعلم بمفاهيم العمران سيغير حتما العلاقة بينهما، من علاقة قهر واستبداد إلى علاقة احترام وحب وود بل ومشاركة في تحصيل العلم والمعرفة،ولذلك فلا مكان للعنف في ظل وجود هذه المفاهيم ،ولا مكان للاضطراب النفسي في ظل تشبع المعلم والمتعلم بضرورة التعمير،إنه فعلا الأمن والأمان والحب الوئام

ب-القيم العمرانية في المناهج الدراسية وأثرها في تعزيز الأمن التعليمي  
إن القيم العمرانية هي رافعة العمل والبذل والعطاء ،وهي سبيل لتغيير العلاقة بين المدرس والتلميذ،من علاقة سلبية إلى علاقة إيجابية فاعلة،ولمواكبة ذلك لابد أن تكون المناهج الدراسية حذو هذا التغيير ،حيث يشترط فيها أن تصوغ برامج مواكبة للإبداع والتفكير، و تحيين للزمن المدرسي بحسب طبيعة المادة والفئة المستهدفة   و مراعاة لميولات التلاميذ وذكاءاتهم ،ووسائل وطرق للتدريس تواكب قدراتهم .

إن تجديد المناهج وفق المقاربة التعميرية ستنتج الإبداع والتمييز بل تنتج جيلا حريصا على وطنه وبيئته ومدرسته ،فلا يعتدي عليها بألوان العنف والتحطيم بل يكرمها بشتى ألوان العناية والاحترام.

ج-القيم العمرانية وأثرها في تعزيز أمن الفضاء المدرسي

إن قيام المدرسة بمهامها التربوية ينطلق أساسا من وجود محضن صالح  لأداء هذه المهمة ، ولما كان التعمير قد يكون ماديا ومعنويا،فالمدرسة شاهد على التعمير المادي الذي يؤكد لا محالة حرص الإنسان على ترك بصمة العمران ،

إن القيم العمرانية هي حصن حصين للفضاء المدرسي ، فقضية التعمير قضية تعبدية يؤجر من حافظ عليها ويأثم من أضر بها ،ولذلك فالحفاظ على فضاء المدرسة بالتعمير و الإحسان قضية تعبدية يؤجر من أمن بها ويأثم من

أضر بها .


خاتمة

ما أحوج المدرسة إلى الأمن والأمان حتى تقوم بأدوارها التربوية المنوط بها ،فظهور العنف وكثير من مظاهر الاختلال التربوي له أسباب عديدة قد تتجاوز ما هو نفسي واجتماعي واقتصادي إلى ما هو سياسي واستراتيجي ،وبالرغم من ذلك فلابد من التفكير مليا عن طريق سهل عذب قد يورث الأمن ويدحض كل أشكال العنف والخوف والاضطراب ،ولاشك أن أقربها إلى الفلاح والصلاح كتاب الله فبالإضافة إلى أنه كتاب للتعبد فهو مصدر للتربية يستمد منه قيما  تربوية حاكمة قد تكون مجدية لتحصيل الأمن المفقود .لذلك جاء الابحث ليكشف عن القيم الأربعة الحاكمة وهي

القيم الإيمانية والتي  تجعل من  الإيمان بالله أعظم مقوم في التربية، و القيم الإنسانية  التي تكرس مفهوم التكريم الذي خص به  الإنسان من خلال قيم الاستخلاف  والعلم  والعمل و القيم  الأخلاقية  وهي الثمرة المباشرة للتربية القرآنية . ولا شك أن تكريس القيم الإيمانية و الإنسانية و التربوية يؤول إلى قيم عمرانية  ما أحوج المجتمع إليها في ظل صراع فكري يريد أن يبخس من هذه التربية

ولما كانت القيم الأربعة هي الحاكمة في التربية القرآنية فإنها لا محالة سبيل لتحقيق  الأمن التعلمي،فهي أصل لتحقيق أمن المعلم والمتعلم وهي أساس في المنهاج التربوي وهي مرتكز لتحصيل أمن الفضاء المدرسي

إن القيم القرانية الحاكمة كما جاء في البحث قد تكون دواءا لكثير من الاختلالات والاعتلالات التي ابتليت بها المدرسة عموما من مظاهر العنف وعدم الاحترام وتكسير وتحطيم وتكسير كل ما يمت بصلة للمدرسة

فما على المسؤولين وأرباب القرار إلا الانتباه إليها وتوعية المجتمع بها  والحمد لله رب العالمين .

 

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

أدب الدنيا و الدين الماوردي تحقيق مصطفى السقا الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة 2004

الأمن الاجتماعي في الإسلام  محمد  عمارة دار الشروق

البحر المحيط في التفسير أبو حيان الاندلسي1/4دار الفكر

بيداغوجيا الكفايات عبد الكريم غريب ط5 2004

الحق و مدى سلطان الدولة في تقييده  فتحي الدريني مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط 3 ، 1404 هـ / 1984

الخصائص العامة للإسلام يوسف القرضاوي ص  57  ط2 مؤسسة الرسالة

صحيح البخاري: تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصردار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422ه

فلسفة التربية في القران الكريم عمر أحمد عمر ص 28 ط2001  دار المكتبي للطباعة والنشر

مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين ابن القيم الجوزية  دار الكتب العربي

مساهمة في التحليل النفسي للمدرسة كمؤسسة بيتر فيرستناو  ترجمة منى فياض م الفكر العربي س 1981 ص

المقدمة:  عبد  الرحمن بن خلدون إحياء التراث العربي بيروت

مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة عبد المجيد النجار  دار الغرب الإسلامي ط1 2006

مقاصد الشريعة الطاهر بن  عاشور دار الثقافة للنشر والتوزيع الأردن ط2 1421/2001.

مقاصد الشريعة افاق التجديد دار الفكر بيروت لبنان  حوار مع الدكتور طه جابر العلواني

الملامح العامة للمجتمع الإسلامي د عبد الغني عبود ط1979 دار الفكر العربي

المنهل التربوي عبد الكريم غريب 1/ 342 مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء

الموافقات في أصول الشريعة (ط. العلمية); المؤلف: إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي; المحقق: عبد الله دراز – محمد عبد الله دراز دار الكتب العلمية; 1425 – 2004;

مجلة التفاهم: علاقة الإيمان بالعمران في الرؤية القرآنية محمد المنتار العدد 43

 

[1] – مقاصد الشريعة افاق التجديد دار الفكر بيروت لبنان  حوار مع الدكتور طه جابر العلواني ص 65-139ط 1 2002

فلسفة التربية في القران الكريم عمر أحمد عمر ص 28 ط2001  دار المكتبي للطباعهة والنشر  [2]

[3] مفردات القران الكريم للراغب الأصفهاني مادة ربب

الأمن الاجتماعي في الإسلام  محمد  عمارة دار الشروق ص 13[4]

[5])  قريش:3ـ4

[6] البقرة:126

[7]  النحل:112

[8]  رواه الترمذى فى سننه 8/344 حديث رقم 2268، وابن ماجه فى سننه 12/171 حديث رقم 4131.

سورة البقرة الاية 31[9]

المنهل التربوي عبد الكريم غريب 1/ 342 مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء[10]

[11] – سورة المؤمنون 115

[12] – سورة الإسراء الآية 70

[13] – التحرير و التنوير15/164

[14]– الخصائص العامة للإسلام يوسف القرضاوي ص  57  ط2 مؤسسة الرسالة 1421

[15]– الملامح العامة للمجتمع الإسلامي د عبد الغني عبود 9/68 ط1979 دار الفكر العربي

[16]– البحر المحيط في التفسير أبو حيان الاندلسي1/4دار الفكر

[17]– الملامح العامة  د عبد الغني عبود ص69

[18] – مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة عبد المجيد النجار  دار الغرب الإسلامي ط1 2006 ص 87

[19] – مقاصد الشريعة الطاهر بن  عاشور دار الثقافة للنشر والتوزيع الأردن ط2 1421/2001. ص198

[20] – نفسه ص309

[21] – سورة المؤمنون الآية 115

سورة الأحزاب الأية 72[22]

[23] – الحق و مدى سلطان الدولة في تقييده  فتحي الدريني ص 78

[24] – صحيح البخاري كتاب بدء الوحي   باب كيف كان بدء الوحي  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  رقم1

[25] – الموافقات للشاطبي 2/606

[26] – الموافقات 2/615

.مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين ابن القيم الجوزية  دار الكتب العربي 1991,ج3,ص348     [27]

فلسفة التربية في القران الكريم ص 320[28]

سورة هود الآية 61[29]

علاقة الإيمان بالعمران في الرؤية القرآنية محمد المنتار مجلة التفاهم عدد 43مجلة التفاهم ص 33 [30]

[31] – نفسه  ص35

[32] – أدب الدنيا و الدين الماوردي تحقيق مصطفى السقا الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة 2004 ص 158

[33] – أدب الدنيا و الدين  الماوردي ص 132

بيداغوجيا الكفايات عبد الكريم غريب ط5 2004 ص 196[34]

دليل الحياة المدرسية [35]

 مساهمة في التحليل النفسي للمدرسة كمؤسسة بيتر فيرستناو  ترجمة منى فياض م الفكر العربي س 1981 ص 410[36]

المقدمة:  عبد  الرحمن بن خلدون إحياء التراث العربي بيروت ص 540[37]

1 Comment
  1. محمد الطيبي says

    موفق أستاذنا الفاضل

Leave A Reply

Your email address will not be published.