سؤال القيم في المدرسة المغربية
مقدمة:
أصبح سؤال القيم من التحديات التي تواجه منظومة التربية والتكوين، وتسائل المدرسة المغربية باعتبار دورها المركزي الذي يستهدف ببعده التربوي الناشئة الصاعدة، وأجيال الحاضر والمستقبل.
وإذا كان النسق القيمي بمحتوياته واتجاهاته من الركائز التي يقوم عليها العمل التربوي، كمكون رئيسي للبناء الثقافي للمجتمع. فقد طرح موضوع التربية على القيم، في ظل التطورات التي أفرزتها ظاهرة الاختراق الثقافي، وجهات نظر ومقاربات متباينة بين المهتمين بالشأن التربوي عامة، والساهرين على قطاع التربية والتكوين خاصة. لذلك شكل النقاش في هذا الموضوع “حافزا على إنتاج الخطاب المؤطر للسلوك والمعاملة، وإرساء الآليات الكفيلة بتحويل القيم إلى اقتناع، والتزام وممارسة”[1]. فهو موضوع يهم صناعة الانسان، ويستهدف بناء الفرد وتطوير سلوكه بشكل إيجابي يستطيع من خلاله أن يسهم في تغيير وتطوير مجتمعه.
- فما موقع القيم في منظومتنا التربوية؟
- وما هي معالم الأزمة التي تعيشها المدرسة المغربية؟
- وما السبيل إلى تجاوزها والخروج منها ؟
1- مدخل التربية على القيم في المدرسة المغربية:
أصبح الحديث عن القيم حاضرا بقوة في سياق التطورات التي عرفتها السياسة التعليمية، والتي وضعت أسسها وثيقة الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ورسم اختياراتها وتوجهاتها الكتاب الأبيض، وما عقبه من مشاريع ومذكرات تنظيمية، تهدف إلى تطوير وتجديد المدرسة المغربية.
وانطلاقا من هذه الأطر المرجعية، برزت مقاربة التربية على القيم كتوجه استراتيجي لإصلاح المنظومة التربوية، فجاءت وثيقة الميثاق متضمنة القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة، وتشمل:[2]
- قيم العقيدة الاسلامية.
- قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية.
- قيم المواطنة.
- قيم حقوق الانسان ومبادئها الكونية.
كما نص أيضا على أن “نظام التربية والتكوين يهتدي بمبادئ العقيدة الاسلامية وقيمها الرامية إلى تكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح، المتسم بالاعتدال والتسامح الشغوف بطلب العلم والمعرفة في أرحب آفاقها، والمتوقد للاطلاع والابداع والمطبوع بروح المبادرة الايجابية والانتاج النافع”[3]. وقد ثمن الكتاب الأبيض المنبثق عن أجرأة الميثاق هذا التوجه، جاعلا أولى مواصفات المتعلمين من حيث القيم والمقاييس الاجتماعية المرتبطة بها، التشبع بالقيم الاسلامية وممارسة أخلاقياتها.
ومن هذا المنطلق، يتضح أن هذه الوثائق الرسمية قد حددت المرجعية القيمية للمنظومة التربوية في قيم العقيدة الاسلامية، وعلى رأسها قيم الاستقامة والصلاح والاعتدال وغيرها. مما يبرز بجلاء العلاقة بين التربية الاسلامية، وغايات وأهداف التربية على القيم في منظومة التربية والتكوين.
- التربية الاسلامية محضن للقيم.
- مفهوم التربية الاسلامية.
يرتبط مفهوم التربية الاسلامية عموما بالنظام التربوي الاسلامي والتطبيق العملي للفكر الاسلامي في مجال التربية، والذي يهدف إلى “تنمية فكر الانسان وتنظيم سلوكه وعواطفه على أساس الدين الاسلامي بقصد تحقيق أهداف الاسلام في حياة الفرد والجماعة في كل مجالات الحياة”[4].
أما التربية الاسلامية بمفهومها الخاص، فقد عرفتها الوثيقة المرافقة لمنهاج مادة التربية الاسلامية أنها: ” مادة دراسية تروم تلبية حاجات المتعلم الدينية التي يطلبها منه الشارع، حسب سيروراته النمائية والمعرفية والوجدانية والأخلاقية وسياقه الاجتماعي والثقافي. ويدل هذا المفهوم على تنشئة الفرد وبناء شخصيته بأبعادها المختلفة الروحية والبدنية، وإعدادها إعدادا شاملا ومتكاملا”[5].
2- مادة التربية الاسلامية وترسيخ القيم:
تحتل مادة التربية الاسلامية مكانة خاصة في العملية التربوية ، وتعدّ فضاء رحباً لترسيخ القيم، والرقي بسلوك المتعلم(ة) ليستجيب لحاجاته الدينية من جهة، ولحاجات مجتمعه المتجددة من جهة أخرى، وذلك من خلال ما تتضمنه من أبعاد روحية وتربوية وعلمية وأخلاقية مستنبطة من كتاب الله والسنة النبوية الشريفة، وتهدف الى تحقيق المقاصد الكلية الأربعة: (المقصد الوجودي، المقصد الكوني، المقصد الحقوقي، والمقصد الجودي) في ذهن ووجدان وسلوك المتعلم، وتأهيله لبلوغ مرتبة التوحيد الحق، القائم على إخلاص العبودية لله عز وجل وتمثل مقتضيات ذلك في جميع حركاته وسكناته من خلال:[6]
- تزكية نفس المتعلم عن طريق ترسيخ عقيدة التوحيد وتطهيرها بتعظيم الله عز وجل ومحبته، وعن طريق الإيمان النابع من التفكير والتدبر والاقتناع. (المقصد الوجودي(
- اقتداء المتعلم برسول الله ، محبة له وتعظيما وتوقيرا له، انطلاقا من تعرفه على سيرته وفقهه مقاصدها، وعلمه علم اليقين بأنه خاتم الأنبياء والرسل، وهو النموذج البشري الكامل، الذي وجب اتباعه والتأسي به في تنظيم العلاقات الذاتية والكونية. (المقصد الكوني)
- استجابة المتعلم لأوامر الشرع وأحكامه، عن طريق التعلم والتطبيق المتدرج والمتنامي للمفاهيم الشرعي وما يتعلق بها من أحكام عملية وتوجيهات أخلاقية قيمية. (المقصد الوجودي)
- التزام المتعلم القسط مع النفس ومع الغير، عن طريق تربيته على حفظ حقوق الله عز وجل في التعظيم والتنزيه وحق النفس في التربية والتهذيب وتنشئته على حفظ حق الغير في النصح والتعايش والتكافل والتضامن والتسامح والانفتاح واحترام الآخر، وأداء حق الخلق في الرحمة والنفع. (المقصد الكوني(
- تلمس المتعلم سبل الحكمة، وتملكه الشخصية المتوازنة والمنفتحة، عن طريق تمكينه من سبل الترقي المتدرج في معراج الجود، وتربيته على اتخاذ المبادرة لتحقيق النفع للفرد والمجتمع. ( المقصد الجودي )
3- أزمة القيم في المدرسة المغربية:
تعاني المدرسة المغربية من أزمة بنيوية في موضوع القيم، فرغم مركزية القيم في المنظومة التربوية، ورغم الدور الريادي الذي تلعبه مادة التربية الاسلامية في محاولة لترسيخ هذه القيم، فواقع الحال يدل على وهن منظومة القيم مدرسيا ومجتمعيا. ولعل ما نلاحظه يوميا في مؤسساتنا التعليمية من ظواهر العنف، والغش، وتحقير قيمة العمل والاجتهاد، وغياب الاحترام، طريقة اللباس وحلق الشعر، التدين الشكلي …، والتيه الذي يعتري فكر الشباب خير دليل على إفلاس كلي لمنظومة القيم، ناهيك عن الاغتيال المجتمعي غير المسبوق للهوية والثقافة الاسلامية، باسم التقدمية والحداثة، في محاولة فرض قيم بديلة، أضحت عرفا مجتمعيا يستباح فيه كل ما يخالف الدين والأعراف والتقاليد، ويتعارض مع القيم التي تنظم وتضبط سلوك الأفراد والجماعات.
هذه الأزمة تجعلنا نسائل المنظومة التربوية، وموقع القيم في نسقها الذي أفصحت عنه الأطر المرجعية، وتمت أجرأته على مستوى المناهج والبرامج والكتب المدرسية، والذي لم يرق إلى تمرير هذه القيم وتحويلها إلى سلوكات ممارسة، تحصن شبابنا من النزعة المادية التي لا تعرف للفضيلة معنى. ويمكن أن نعزي أسباب هذا الفشل إلى ما يلي:
أولا: تعدد المرجعيات وتضاربها
من بين الاختلالات التي تعاني منها المدرسة المغربية “أنها حاولت أن تؤسس منظومتها القيمية، بناء على حياد سلبي، بحيث تكتفي أن تقدم للمتعلمين خليطا من القيم المتنافرة والمتناقضة أحيانا”[7]. فاعتماد مرجعية القيم الاسلامية إلى جانب قيم المواطنة وقيم حقوق الانسان (الكونية)، في محاولة لتدبير الاختلافات وإرضاء جميع المتدخلين في القطاع، أدى إلى تناقض كبير في بعض المفاهيم والمواضيع التربوية أثناء وضع المناهج والبرامج، وجعل القيم مجرد قيم نظرية عقيمة.
ثانيا: اشكالية تقاسم المسؤولية في نقل القيم وترسيخها
إن التأكيد على الدور المركزي للمدرسة في هذا الشأن، لا يعني تخلي فعاليات وهيئات المجتمع عن القيام بمهامها، بقدر ما هو تأكيد على تكامل الأدوار مع اختلاف الوظائف[8]. لأن تأثير المدرسة في شخصية المتعلم ببعديها الوجداني والقيمي، يبقى ضعيفا أمام التأثير السلبي لوسائل الاعلام بسمومها الفكرية واللاأخلاقية، وكذلك الأسرة التي تعاني من اختلالات جعلتها تستقيل كليا من لعب أدوارها التربوية، دون أن نغفل ثقافة المجتمع (الأسرة والمدرسة الجديدين)، وما اعتراه من طغيان للنزعة المادية التي أعادت بناء وتشكيل منظومة قيم غريبة ودخيلة عن هويتنا ومبادئنا الأصيلة.
ثالثا: غياب الواقعية
- الازدواجية في الخطاب: وهو اشكال يطرحه عدم استحضار الواقع الاجتماعي للمتعلم، فخطاب المجتمع خطاب مضاد لخطاب المدرسة، بسبب عدم انسجام الخطاب المدرسي وما يقدمه من قيم مع قيم المجتمع، مما يسهم في خلخلة المتعلم ذهنيا وسلوكيا، ويجعله يعيش عالمين مختلفين متناقضين بين المدرسة والمجتمع.
- التفاوت بين أهداف البرنامج الدراسي على مستوى القيم وواقع الممارسة التربوية في المدرسة: حيث يتم اختزالها في مجرد مادة دراسية ونادرا ما يتم توظيفها في العلاقات الصفية والحياة المدرسية وسلوكات المتعلمين[9]. وخير دليل على ذلك مادة التربية الاسلامية، التي لا يختلف في كونها مادة قيم بامتياز. إلا أن غياب مقاربة ديداكتيكية واضحة لتقديم منظومة القيم، يجعل محتواها يغلب عليه الجانب المعرفي في غياب شبه كلي لمجال التطبيق العملي المرتبط بسلوك المتعلم (ة) اليومي، مما يجعل محتوى المادة قاصرا على أداء رسالتها في ترسيخ القيم الاسلامية التطبيقية العملية الهادفة إلى تنمية كفاياته الوجدانية والسلوكية، أكثر من حاجته إلى المعطيات المعرفية.
4- من أجل مدرسة القيم ومجتمع الفضيلة:
أصبحت التربية على القيم تزداد وتتضاعف أهميتها بحكم التغيرات التي يشهدها العالم في ظل العولمة والاختراق الثقافي. ” فالإنسان بكل الانتاج المادي الذي ينتجه يمكن أن يهبط أسفل سافلين، إذا تخلى عن القيم التي تجعله إنسانا، وترفعه عن مستوى الحيوان”[10].
وإن واقع تعليمنا وما شابه من اختلال في منظومته القيمية، يعزى بالأساس إلى تغييب روح القيم الاسلامية في محتوى كل المواد والعلوم المدرسة، والتي تجعل المقصد الأسمى للتعلم هو معرفة الله وسياسة الكون بمبدإ الاستخلاف.
إن المدرسة التواقة إلى مجتمع الفضيلة، تحتاج إلى قيم دينها الاسلامي. فالدين هو نقطة الانطلاق لكل تغيير اجتماعي، والوقود المحرك لبناء الانسان وتكوين الفرد الحيوي الايجابي، بما تغرسه العقيدة فيه من قيم قادرة على ضبط سلوكه، “ومنحه الوعي بهدف معين، تصبح معه الحياة ذات دلالة ومعنى، وحين تمكن لهذا الهدف من جيل إلى جيل، ومن طبقة إلى أخرى، فإنها حينئذ تكون قد مكنت لبقاء المجتمع ودوامه”[11].
ولن يتحقق ذلك إلا باعتماد قيم مركزية حاكمة للمنظومة التربوية “تدور حولها جميع القيم المطلوب ترسيخها لدى الناشئة، فكلما كانت القيم قابلة للتركيز في قيمة واحدة ازدادت قدرتها على تعبئة النفس للعمل على تجسيدها في الواقع”[12]. ويمكن أن نحدد هذه القيم الناظمة بحسب علاقات الانسان الثلاث، في تعامله مع خالقه والناس والمحيط، في القيم التالية:[13]
- قيمة التوحيد: وتتفرع عنها قيم العبودية كلها بجزئياتها وتفاصيلها، كقيمة التقوى وطاعة الأوامر واجتناب النواهي، والقربى بالنوافل والتحرر من عبودية المخلوقات.
- قيمة الحكمة: وهي قيمة تحكم تعامل الانسان مع أخيه، وتتفرع عنها قيم التعاون والتآزر، والتآخي والايثار، والتكافل ولين الكلام، وما في حكم \لك من قيم تنظيم العلاقات العامة بين الناس.
- قيمة التسخير: وتتفرع عنها قيم تعامل الانسان مع بيئته ومحيطه من الأمم الأخرى غير الانسان.
خاتمة:
لم تستطع المدرسة المغربية إلى حد الآن تجاوز مرحلة التقرير والتوصيف للقيم، والانتقال من خلالها إلى مرحلة النهوض بالواقع، لأن “الحديث عن القيم في الحقيقة يعني الحديث عن بيئة متكاملة الأبعاد والعناصر، فلا يمكن سلخ القيم عن الحياة والممارسة. لذلك ونحن نتحدث عن القيم الاسلامية ومسؤولية المدرسة في ترسيخها، لا يمكن أن نغفل تأثير الأسرة والجماعة والمجتمع، ووسائل الاعلام وغيرها من المؤثرات الخارجية التي تتكامل في بناء القيم”.[14]
كما أن حالة الأفول القيمي الذي يشهده الوسط المدرسي والمجتمع بصفة عامة، يجعلنا في أمس الحاجة إلى إحياء قيمنا، وإعادة صياغة ما هو كائن، بما يتوافق مع عقيدتنا وهويتنا فكرا وممارسة. فالقيم هي ” أنزيمات التعلم المجدد الفعال، فهي التي تحدد نوع التعلم المنشود، هل التعلم من أجل الصيانة (الذي يتجاهل القيم)، أو التعلم المنهض للشخصية”[15]. هذا الأخير الذي يجعل عملية التعلم عملية مفعمة بالحياة، هدفها صناعة الانسان الحامل للرسالة والقيم معرفة وتمثلا، القادر على توظيف قدراته وامكاناته لخدمة مجتمعه وعلى الخلافة في الأرض، من أجل تطبيعه على الفعالية، لأننا نفتقد إلى ذلك العمل التطبيقي الذي يتكون في جوهره من الارادة والفعالية التي تحول الأفكار إلى واقع ملموس[16]، وتمنح التعلمات بعدها الوظيفي في المجتمع.
[1] – عبد اللطيف المودني، المدرسة المغربية ومسارات التربية على القيم المشتركة، دفاتر التربية والتكوين – المجلس الأعلى للتعليم- العدد5 شتنبر 2011، ص:9
[2] – الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي – وزارة التربية الوطنية – الطبعة الثانية، 2009 ص:16
[3] – الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المبادئ الأساسية ص:1
[4] – عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الاسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، الطبعة الخامسة والعشرون، دار الفكر، 2007، ص:27.
[5] – منهاج التربية الاسلامية بسلكي الثانوي الاعدادي والتأهيلي العمومي والخصوصي، يونيو 2016، ص:7
[6] – منهاج مادة التربية الاسلامية، يونيو 2016، ص:8
[7] – عبد الله الخياري، المدرسة ورهانات التربية على القيم، مجلة التدريس كلية علوم التربية، العدد 7، يونيو 2015، ص :53
[8] – تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي “التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين”، يناير 2017 ، ص:4
[9] – تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين “التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين”، يناير 2017، ص:9
[10] – محمد قطب، مفاهيم ينبغي أن تصحح، دار الشروق، الطبعة الثامنة، 1994، ص :346-347.
[11] – مالك بن نبي، شروط النهضة – ترجمة عبد الصبور شاهين- دار الفكر دمشق، الطبعة 1986،ص :72
[12] – عبد السلام الأحمر، آليات ادماج القيم في منهاج التعليم، الندوة الدولية في موضوع القيم الاسلامية ومناهج التربية والتعليم، 21/22/23 نونبر 2005.
[13] – خالد الصمدي، مستقبل التربية على القيم في ظل التحولات العالمية المعاصرة ، مجلة البيان العدد 194 دجنبر 2003،ص:48
[14] – زكية مازغ، المدرسة المغربية ومسؤولية التربية على القيم، نشر في المسائية العربية بتاريخ 11-02-2010
[15] – المهدي المنجرة، قيمة القيم، الطبعة الأولى يناير 2007، ص:41
[16] – مالك بن نبي، مشكلة الثقافة، دار الوطن، الطبعة 2016، ص :87 بتصرف